الدكتورة هدى

.:: إدارية الأقـسـام العامـة ::.

السلام عليكم


احبتي متابعينا بمنتديات صقور الابداع اليوم سوف نقدم لكم موضوع جديد وهو عن تحمل هذه الأبيات وقد وردت ضمن قصيدة للشاعر حسان بن ثابت الكثير من المعاني الجميلة٬ فهو يهدّد عدوّه في حين يرجو لو تعدم خيله أو تزول، إذا لم يرها أعداؤه كي تهاجمهم في عقر دارهم مثيرةً كثبانا من الرمال خلفها لسرعتها البالغة في العَدْو والهجوم.​

ثم يصف الفرسان الممتطية لتلك الخيول التي لا يظهر منها الاّ الرّماح الطويلة المتشوّقة الى دماء عدوّه والعطشى لتنهل منها.

(على أكتافها الأسل الظمّاء) وهذه الجياد مسرعة متلهفة تلعب بالأعنة، وتصعد الجبل متجهة إلى كداء وهي أحد مداخل مكة، والتي كان قد أفنى فرسانها رجالَ قريش، ممّا اضطرّ نساءهم، إلى مواجهة الخيل بالخمر حاسرات (منكشفات) الرأس، لأنهن قمن باستعمال هذه الخمر لمقاومة خيل المسلمين.

وهذه الأبيات من قصيدة طويلة لحسان بن ثابت شاعر الرسول (ص) وهي وردت في مدحه، وفي تهديد قريش ورجالها ودعوتم لإفساح الطريق دون مقاومة.

قصيدة حسان بن ثابت عدمنا خيلنا ان لم تروها


maxresdefault.jpg

عدمنا خيلنا إن لم تروها *** تثير النقع موعدها كداء
يبارين الأعنة مصعدات *** على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات *** تلطمهن بالخمر النساء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا *** وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لجلاد يوم *** يعز الله فيه ما يشاء
وجبريل أمين الله فينا *** وروح القدس ليس له كفاء
وقال الله قد أرسلت عبدا *** يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوما صدقوه *** فقلتم لا نقوم ولا نشاء
وقال الله قد يسرت جندا ً *** هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد *** سباب أو قتال أو هجاء
فنحكم بالقوافي من هجانا *** ونضرب حين تختلط الدماء
ألا أبلغ أبا سفيان عني *** فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيوفنا تركتك عبدا *** وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمدا فأجبت عنه *** وعند الله في ذاك الجزاء

أتهجوه ولست له بكفء *** فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برا حنيفا *** أمين الله شيمته الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم *** ويمدحه وينصره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم وقاء

شرح قصيدة حسان بن ثابت


عدمنا خيلنا إن لم تروها *** تثير النقع موعدها كداء
يبارين الأعنة مصعدات *** على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات *** تلطمهن بالخمر النساء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا *** وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لجلاد يوم *** يعز الله فيه ما يشاء
وجبريل أمين الله فينا *** وروح القدس ليس له كفاء
وقال الله قد أرسلت عبدا *** يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوما صدقوه *** فقلتم لا نقوم ولا نشاء
وقال الله قد يسرت جندا ً *** هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد *** سباب أو قتال أو هجاء
فنحكم بالقوافي من هجانا *** ونضرب حين تختلط الدماء
ألا أبلغ أبا سفيان عني *** فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيوفنا تركتك عبدا *** وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمدا فأجبت عنه *** وعند الله في ذاك الجزاء

أتهجوه ولست له بكفء *** فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برا حنيفا *** أمين الله شيمته الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم *** ويمدحه وينصره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم وقاء

حياة الشاعر:

- هو حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري جاهلي إسلامي متقدم الإسلام إلا أنه لم يشهد مع الرسول مشهداً عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة ومات في خلافة معاوية ،. كان يفد على ملوك الغساسنة بالشام ويمدحهم وكذلك ملوك الروم .

مناسبة القصيدة:-
في السنة السابعة من الهجرة عُقِد صلح بين رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش على أَ
ن يدْخُل المسلمون مكةَ للحج بعد عام. ولكن قريشاً نَقَضَتْ هذا العهد فجهز الرسولُ صلى الله عليه وسلم جيش
اً قويًّا لمحاربةِ المشركين وفتح مكة. ولما كان الشعر في العصور القديمة وسيلة الإِعلام العامة. نزل ميدانَ الحرب
واستخدمته الأطرافُ المتحاربةُ وأمر الرسُولُ صلى الله عليه وسلم به فقال: " اهجُهُم يا
حسانُ فإِن شعرك
أَشدُّ عليهم من وقع السيوف " لذلك انْبرى حسان بنُ ثابتٍ رضي اللّه عنه يهْجُو قريشاً ويُشِيدُ ببطولة المسلمين من الأنصار والمهاجرين وبشجاعتهم ويعلن تصميمهم على قتال المشركين وفتح مكة ما لم توافق قريش على دخول المسلمين مكة وأدائهم العمرةَ ، ويرد على أبي سفيان بن الحارث الذي هجا الرسول.

الأفكار الرئيسة:-
تهديد الكافرين بحرب ينتصر فيها الحق.

1- عَدِمْنا خيلنا إنْ لم تَرَوْها تُثيرُ النَّقْعَ مَوعِدُها كَدَاءُ
عدمنا خيلنا: أسلوب دعائي الغرض منه التأثير. تثير النقع : كناية عن اشتداد المعركة
لا عاشت خيلنا إنْ لم تهاجمكم، أي دعاء على خيل المسلمين بالموت إنْ لم تهاجم الأعداء المشركين.
في معركة شديدة يتصاعد منها الغبار قرب "كداء" في أطراف مكة.

2- يُبارينَ الأَسِنَّةَ مُصْعِداتٍ على أكتافها الأسل الظِّماء
يبارين الأسنة:كناية عن سرعة الخيل و استعدادهم للقتال.
الأسل الظماء :استعارة مكنية شبه الرماح بالإنسان وحذفه وذكر صفة من صفاته وهي العطش.
يصف الخيل بأنَّها مسرعة في الصعود، متحفزة لقتال العدو، على أكتافها رماح المسلمين المتعطشة لدماء الكفار.
وهوَّل في وصفها؛ ليخيف العدو.

3- تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ، تُلَطِّمُهثنَّ بالخُمثرِ النساءُ
متمطرات:- تشبيه تمثيلي حيث شبه الجياد بالمطر في تتابعه وتدفقه
تلطمهن بالخمر:- كناية عن انهزام المشركين
تبقى خيولنا في ارض المعركة مستعدة لقتال الأعداء مسرعة كالمطر في مواجهتهم لكنها لا تجد من تردها سوى
نساء الأعداء يحاولن ردها بخُمورهن دلالة على هزيمة المشركين وهروبهم من أرض المعركة.

4- فإمَّا تُعْرضُوا عنا اعْتَمَرنا وكان الفتحُ وانكشَف الغِطاءُ
انكشف الغطاء:- استعارة تصريحية عبر عن إزالة الخلاف والعداوة بانكشاف الغطاء
يخاطب الشاعر كفار قريش قائلا إذا لم تعترضوا طريق خيولنا وأخليتم لها الطريق ،سنزور بيت الله الحرام
ونفتح مكة ،وسيزول غطاء الكفر الذي حجب النور

5-وإلا فاصبِروا لجلادِ يومٍ ُيعِزُّ الله فيه مَنْ يشاء

يهدد الشاعر كفار قريش قائلا: إذا لم تستسلموا لجيش المسلمين ابشروا بحرب شديدة تتضارب بها السيوف،
ويومها سيعز الله المسلمين ويتحقق النصر الذي وعد الله به عباده.

وجبريلٌ أمينُ الله فينا وروحُ القُدْسِ ليس لهكِفاءُ

يشيد الشاعر بالدعوة الإسلامية التي أرسلها الله عن طريق جبريل ويصفجبريل ب(روح القدس) لا مثيل في نقل الدعوة الاسلامية .
ويقول بأنه لانظير له فينقل الدعوة الإسلامية للرسول الكريم.

7- وقالَ اللهُ: قد أَرْسَلْتُ عَبْداً يقولُ الحَقَّ إنْ نَفَعَ البَلاءُ
يبين أن الله سبحانه وتعالى أرسلسيدنا محمد الذي لا يقول إلا الحق على البشرية، ويختبر الناس بالإيمان أو عدمه.

8- شَهِدْتُ بهِ، فقُومُوا صَدِّقوهُ! فَقُلْتُمْ: لا نَقومُ ولا نَشاءُ
يقول الشاعر بأنه امن بالرسول ورسالته ،ويدعوا كفار قريش للإيمان به وتصديقرسالته ،ولكنهم يرفضون دعوته ويكفرون بها ،ويقولون بأنهم لا يريدون تصديق الرسول ورسالته.
الفكرة الثالثة:- الدفاع عن الرسول وهجاء أبا سفيان بنالحارث.

9- هَجَوْتَ مُحَمَّداً، فأَجَبْتُ عنهُ وعندَ اللهِ في ذاكَ الجَزاءُ
يخاطب الشاعر أبا سفيان قائلا بأنك هجوت النبي محمدا عليه الصلاة والسلام ،ولكنني لم اسكت على هذا الهجاء فدافعت عنه منتظرا الثواب والجزاء من عند الله.

10- أَتَهْجوهُ، ولستَ لهُ بِكُفْءٍ فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُماالفِداءُ

أَتَهْجوهُ : استفهام إنكاري للتوبيخ.
يخاطب الشاعر أبا سفيانمستنكرا ما قام به من هجاء النبي قائلا له كيف تهجوه ، ولست من مكانته فأنت تمثل الشر والرسول الكريم يمثل الخير.

11- هَجَوْتَ مُبارَكاً، بَرّاً، حَنيفاًأمينَ اللهِ، شِيمَتُهُ الوَفاءُ
يبين الشاعر صفات النبي فهو مبارك،برَ صالحا ،رسول الله من شيمه الوفاء والإخلاص.

12- فمَن يَهْجو رسولَ اللهِ منكُمْويَمْدَحُهُ ويَنْصُرُهُ سَواءُ
يسخر من كفار قريش لأنّه يرى أن لا وزن لهم ولاقيمة، ومدحهم للنبي أو هجاؤهم له لا يغيِّر شيئاً.

13- فإنّ أبي ووالِدَهُوعِرْضي لِعِرْضِ مُحُمَّدٍ مِنْكُمْ وِقاءُ
ظهر في هذا البيت حب حسان للرسول حيث أبدى رغبته وقدرته على التضحية بوالده وجده وعرضه في سبيل الدفاع عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلَّم.

14- لِساني صارِمٌ لا عيبَ فيهِ وبَحْري لاتُكَدِّرُهُ الدّلاء
لِساني صارِمٌ: تشبيه بليغ حيث شبَّه الشاعر لسانه بالسيفالصارم، ووجه الشبه: الحسم والصرامة
وبَحْري لا تُكَدِّرُهُ الدّلاء:- استعارة تصريحية حيث شبه شاعريته بالبحر في اتساعه وعمقه.
يبلغ الشاعر قمة فخره في هذاالبيت لأنه يصوِّر لسانه لكفار قريش سيفاً صارماً،لا أحد يجاريه في الهجاء وقدرتهالشعرية بحراً لا تعكره الدِّلاء بحيث لا يستطيع احد منهم انتقاده.

15- فَنَحْكُمُ بالقَوافي مَن هَجانا، ونَضْرِبُ حينَ تَخْتَلِطُ الدِّماءُ
يفتخرالشاعر بشعراء المسلمين وقدرتهم على الرد على هجاء كفار قريش، وقدرتهم على قتالهموالنيل منهم في ارض المعركة حين يشتد الطعن والقتل.
وفي النهاية نتمنى أن تكون المعلومات التي قدمناها مفيدة لك , ويسعدنا أن تشاركنا برأيك عبر التعليقات .



 

المواضيع المشابهة


وجد المستخدمون هذه الصفحة بواسطة:

  1. عدمنا خيلنا إن تروها

عودة
أعلى