سيف محمد
Member
1- ما هي البيداغوجية الفارقية ؟
أ- تعريف
التعريف الأول
تم استخدام هذا المفهوم لأول مرة في عام 1973 من قبل المعلم الفرنسي لويس ليجراند في سياق البحث عن آليات جديدة لتطوير التدريس ومحاربة ظاهرة الفشل المدرسي. وعرّف علم التربية "لوغران" بأنه طريقة تربوية تستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية التعليمية لمساعدة الأطفال من مختلف الأعمار والقدرات والسلوكيات ، وأولئك الذين ينتمون إلى فصل واحد ، للوصول بطرق مختلفة إلى نفس الأهداف. بمعنى أن هذا المنهج يؤمن بوجود اختلافات فردية بين المتعلمين ، وأن عملية التعليم والتعلم تتكيف مع خصوصياتهم ، حتى يتمكن كل فرد في الفصل من تحقيق الأهداف المحددة له.
نستنتج من هذا التعريف أن اختلاف التربية هو المنهج التربوي:
يقوم على مبدأ تنويع الأساليب التعليمية والوسائل التعليمية.
يأخذ في الاعتبار تنوع المتعلمين واختلافهم من حيث العمر والقدرات والسلوك.
وتتميز بخصوصيتها الفريدة للمتعلم ، وتعترف بالطالب كشخص له إيقاعه الخاص في التعلم وتمثيلاته الخاصة.
- يفتح الطريق لجميع المتعلمين في فصل دراسي واحد ، لتحقيق الأهداف المرجوة بدرجة متساوية أو مناسبة.
التعريف الثاني
يمكن تعريف التربية الفريدة على أنها نهج تعليمي تقوم فيه الأنشطة التعليمية وإيقاعاتها على الاختلافات والاختلافات التي قد يبرزها المتعلمون في حالة التعلم ، وقد تكون هذه الاختلافات معرفية أو عاطفية أو اجتماعية ، وبالتالي فهي علم أصول التدريس الذي يشكل إطارًا تعليميًا مرنًا وقابل للتغيير وفقًا لخصائص المتعلمين والمتعلمين وخصائصهم.
ب- الأصول النظرية للبيداغوجيا الفارقية
يرتبط اختلاف أصول التدريس بالمدارس التقليدية (المؤلفين) ، حيث يتكون الفصل من طلاب يختلفون في المستويات العمرية ومستويات التعليم ، ويستخدم المعلم الأساليب التقليدية التي تكيف التعليم مع خصوصية كل عمر أو مرحلة مدرسية.
ومع ذلك ، ارتبط إنشاء الأسس النظرية للاختلاف بين أصول التدريس بالقرن العشرين ، وقد استخدم هذا المفهوم لويس ليجراند في السبعينيات أثناء عرض مشروعه على وزارة التعليم الفرنسية لحل مشكلة الفشل الأكاديمي ، وبشكل عام يمكن تلخيص أهم الأصول النظرية لفرق التربية على النحو التالي:
1 - علم النفس البنيوي ، خاصة مع جان بياجي ، الذي قسم عملية نمو الطفل إلى عدة مراحل ، مما يدل على أن القدرات العقلية للطفل يتم بناءها بشكل تدريجي ومتأخر ، ولكنها قد تعود إلى الوراء ، لأن التطور ليس ترتيبًا زمنيًا وفقًا للسنين ، بل وفقًا لوتيرة الطفل وإيقاعه الخاص ، ووفقًا لمتغير داخلي (التطور الذاتي ، الوعي الذاتي) ومتغير خارجي (السياق الاجتماعي المحيط). وهذا يعني أن الفئة العمرية أو العمر الذي يتم تبنيه حاليًا كمعيار لتوزيع التلاميذ ، لا يمكن اعتماده كنقطة انطلاق لتنظيم الصفوف ، ولا يأذن بما يكفي بالرد على الاحتياجات الخاصة للتلاميذ.
2- علم أصول التدريس ، الذي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية ، والذي يهدف إلى جعل التلاميذ يتفوقون في تحصيلهم الأكاديمي من خلال مراعاة خصوصياتهم وفروقهم الفردية ، ويعمل على تحقيق جميع الأهداف النهائية للطلاب ، من خلال تصحيح الاختلافات التي توجد بينهما على عدة مستويات.
3- البيداغوجيا الجديدة التي جعلت الطفل مركز عملية التعلم التربوي ، وأثارت رغباته وخصائصه ، مثل علم أصول التدريس Freinet (البيداغوجيا المؤسسية) ، التي أنشأت مدرسة على أساس تفاضلي وعلى أساس المفهوم حرية التعبير للأطفال (حرية اختيار النصوص والرسومات وجريدة الفصل ...)
في نفس السياق ، استفاد الاختلاف في علم التربية من نتائج عمل فرناند أوري ، حيث عملت على احترام الحياة المدرسية من خلال المؤسسات المناسبة ، وركزت على مبدأ حياة المجموعة التعليمية ، وتشجيع المناقشة واتخاذ المبادرات اللفظية.
ج- أسس البيداغوجية الفارقية
ينبع علم أصول التدريس من مبدأ وجود اختلافات فردية بين المتعلمين ، يمكن تلخيصها على النحو التالي:
- الاختلافات المعرفية في درجة اكتساب المعرفة التي تفرضها المؤسسة وإثراء مساراتها العقلية. تتحكم هذه الاختلافات في تمثيلاتها ومراحل تطورها العملي وطرق تفكيرها واستراتيجياتها التعليمية.
الاختلافات الاجتماعية والثقافية: وتشمل هذه القيم والمعتقدات وتاريخ الأسرة واللغة وأنماط التنشئة الاجتماعية ومستوى المعيشة والخصائص الثقافية.
الاختلافات النفسية: تتحكم شخصية الطالب بشكل كبير في دوافعه وإرادته واهتمامه واهتماماته وقدراته الإبداعية وفضوله ونزواته وتوازنه وإيقاعاته في التعلم. طالما أن لدى الطلاب مستوى معيشة وشخصية مختلفة ، فمن المفترض أن يكون لديهم اختلافات نفسية (1991 ص. 10 Halina Przesmyky).
د- خصائص البيداغوجيا الفارقية :
باعتبارها بيداغوجيا تعتمد على مبدأ التنوع و المرونة في التعليم ، تتميز البيداغوجيا الفارقية بما يلي:
1- التفريق بين المتعلمين : بمعنى الفصل والتمييز بينهم ، لتبيان أوجه الخلاف بينهم .
2- بيداغوجيا علمية عملية : تنطلق من تشخيص لواقع معين بأساليب وأدوات علمية دقيقة كالروائز ومختلف الاختبارات…لتحديد أسلوب التدخل المناسب،من خلال دعم علاجي موجه بدقة .
3- بيداغوجية فردانية : تعترف للمتعلم بشخصيته وتمثلاته وتصوراته .
4- بيداغوجيا متنوعة : تقترح مجموعة من المسارات التعليمية ، تراعي قدرات المتعلمين ، و تستحضر ذكاءاتهم.
5- بيداغوجيا تتبع : مسايرة عمل المتعلم من خلال تقديم التغذية الراجعة المناسبة.
6- بيداغوجيا تنويعية : وهي التي تستعمل فيها طرائق وتقنيات مختلفة .
7-بيداغوجيا متعددة المداخل : وهي المقاربة التي يقدم فيها نفس الدرس ، ويحقق نفس الهدف التربوي باستعمال تقنيات مختلفة بكيفية متزامنة .
8- تنطلق مــن الخصوصيات المحلية والبيئية .
ص – الغايات و الأهداف
يهدف تطبيق طرق التدريس المختلفة في المواقف التعليمية والتقويمية الملائمة للاحتياجات والصعوبات الفردية للطلاب إلى تحقيق مجموعة من الأهداف ، أهمها:
الوعي بقدرات ومهارات المتعلمين الفردية وتطورهم.
فكر في شخصية المتعلم بكل أبعاده المعرفية / العاطفية / الاجتماعية.
تحفيز الطلاب على التعلم.
- الحد من ظاهرة الفشل الأكاديمي ، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي.
- هدم الفروق الفردية بين المتعلمين وتحقيق مبدأ المساواة.
تحسين العلاقة بين المعلم والطالب ، مما يؤدي إلى إنشاء مساحة مدرسية يشعر فيها المتعلم بالراحة والاستعداد للتعلم.
رفع روح التعاون بين المتعلمين وتدريبهم على وسائل التواصل الاجتماعي وقبول الاختلافات.
منحهم الكفاءات الأساسية والقدرة على توظيفهم في حياتهم العامة.
تحسين جودة المخرجات.
تشجيع التعلم الذاتي وجعل الطالب نشطًا في بناء الدرس والمعرفة.
- تنمية وتنمية المشاعر الإيجابية (الثقة والسلامة والمتعة) التي تولد الدافع الذي بدونه لا يمكن التعلم. كما أنه يسهل معالجة وتخزين المعلومات.
- تجنب العديد من السلوكيات غير المرغوب فيها داخل الفصل والتي تعيق سير الدرس مثل: أعمال الشغب والعنف بجميع أنواعه.
إثراء التفاعل الاجتماعي.
شجع الاستقلال.
2- توظيف البيداغوجيا الفارقية في الفصول الدراسية
أ – مستويات التفريق البيداغوجي:
المدرس ، وفقًا للاختلاف في علم التربية ، مدعو إلى تنويع المحتويات والأساليب والوسائل ، من أجل تكييف عملية التعلم مع احتياجات المتعلمين واختلافاتهم الفردية ، على المستويات التالية:
• تمييز المحتويات المعرفية: يتطلب الاختلاف في علم التربية تنويع محتويات التعلم داخل فئة واحدة لتكييفها مع القدرة الاستيعابية للمتعلمين وإيقاعهم التعليمي ، من أجل اكتساب الكفاءات الأساسية. على سبيل المثال ، إذا لاحظ المعلم أن نص القراءة من نص الدورة يتميز بنوع من الصعوبة ، فيمكنه استثماره في الدرس فقط للتميز ، مع اختيار نص قراءة أكثر بساطة للطلاب المضطربين ، شريطة أن الأهداف موحدة. وإذا لاحظ المعلم أن مجموعة من الطلاب لم تستوعب موضوعًا دراسيًا محددًا بما فيه الكفاية ، في هذه الحالة ، يمكنه فقط التعامل مع عناصره الأساسية ، بينما يتعامل مع جميع عناصر الدرس مع التفوق. على سبيل المثال ، قد يُقترح على مجموعة من الطلاب أداء تمارين بسيطة في المكون النحوي ، على سبيل المثال ، في حين يُقترح البعض الآخر لأداء تمارين أكثر تعقيدًا.
في هذا السياق ، نشير إلى أن المعلم لا يجب أن يتعامل مع الكتاب المدرسي ككتاب مقدس ، بل بالأحرى يكون قادرًا على العمل بالإضافة إلى التعديل والإثراء وتغيير محتوياته بحيث يستجيب لاحتياجات المتعلمين ، وهو بما يتفق مع الكفاءات الأكاديمية المطلوبة.
• التمايز من خلال الوسائل والوسائل التربوية: تعتبر الأساليب التربوية ذات أهمية خاصة في عملية التعلم التربوي بسبب دورها الفعال في تقريب المعاني من أذهان المتعلمين ومساعدتهم على التمثيل والاستيعاب. وإضفاء التشويق على التعلم. والمعلم ، وفقًا للاختلاف في علم التربية ، مطلوب لتنويع الوسائل التعليمية لتتناسب مع أنماط التعلم المختلفة ، لأن المتعلمين لا يفهمون الدروس بنفس الطريقة ؛ هناك من يستوعب الدرس من خلال الوسائل اللفظية مثل التفسيرات النظرية القائمة على الخطاب اللفظي ، وبعضهم يتعلم من خلال الإدراك البصري (مثل الرسوم التوضيحية والرسوم البيانية والخرائط والمنشورات) ، وبعضهم يتعلم بشكل أفضل من خلال الممارسة الحسية (حمل التجارب - تنفيذ حركات الزيارات الميدانية).
إن تنويع الوسائل التعليمية في العمل التربوي حسب خصائص المتعلمين من شأنه رفع مستوى أدائهم وتحسين مستوى تحصيلهم الأكاديمي.
• التمايز في مستوى تنظيم العمل المدرسي: يتطلب العمل التربوي التربوي إعادة تنظيم الفصل. في بعض الأحيان يتم العمل مع القسم بأكمله لتحقيق الأهداف التعليمية نفسها ، وقد يعمل المعلم مع مجموعة كبيرة ، ويمكن أن يذهب إلى مجموعة صغيرة ، أو حتى إلى العمل الفردي ، إذا لزم الأمر.
• التمايز في مستوى إدارة الوقت: لا يتعلم المتعلمون في نفس الفترة الزمنية ، أي بنفس السرعة ، يحتاج كل منهم إلى وقت محدد لاستيعاب المعرفة الجديدة ، وفقًا لمكوناتها ومكاسبها ومؤهلاتها ، الأمر الذي يتطلب من المعلم توزيع الوقت اليومي والأسبوعي بطريقة مرنة متناغمة مع مشروعه التربوي ، ويجب عليه التضحية بجزء كبير من المحتويات الأكاديمية لتحقيق الكفاءات المطلوبة ، لأن المتعلمين مطالبون بالحصول على الكفاءات اللازمة والوقت لا ينبغي عرقلة في هذا الاتجاه.
ب- شروط تطبيق البيداغوجيا الفارقية :
إن تنشيط التربية التربوية والزراعة في المجال التعليمي ليس عملية بسيطة لتحقيقه ، بل يتطلب ما يلي:
1- محاربة ظاهرة الاكتظاظ التي تتعارض مع متطلبات التربية المختلفة.
2- إنشاء استخدامات مرنة في الوقت المناسب لتناسب هذه التربية. لأن المخططات الزمنية التقليدية تقف في طريق تطبيقها ، لأنها تعيق وتحد من التعليمات في وقت محدد. هذا لا يتفق مع هذا النهج ، الذي يدعو إلى تخصيص مزيد من الوقت للمتعثرين لتمكينهم من اكتساب المهارات الأساسية.
3- توفير طرق التدريس اللازمة والفصول الدراسية اللازمة.
4- يتمتع المعلم بدرجة مناسبة من الحرية والاستقلالية بما يسمح له بالسعي جاهداً للاستعداد للدرس والتخطيط له ومساعدته على أداء مهمته بشكل صحيح وتقليل عدد ساعات التدريس أسبوعياً. بالنسبة له ، لأن التربية الفريدة تتطلب وقتًا رائعًا للمعلم.
5- إعادة النظر في التدريب الأساسي والمستمر للمعلم بحيث يصبح مفعلاً وموجهاً وليس نقل المعلومات.
6- تقليل كثافة الدورات حتى يتمكن المعلم من تكييف عملية التعلم التربوي مع القدرات الاستيعابية للمتعلمين ووتيرة تعلمهم.
7- استخدام التكنولوجيا التربوية واستخدام الأجهزة الذكية والموارد الرقمية.
ج- طرق التفريق البيداغوجي
تختلف طرق تطبيق طرق التدريس التفاضلية وفقًا لعدة متغيرات ، وبشكل عام يمكن اعتماد ثلاث طرق في التمييز:
1 -
فارقية مسارات التعلم
ينقسم الطلاب إلى عدة مجموعات ، يعمل كل منها في نفس الوقت على نفس الهدف أو الأهداف وفقًا لمسارات مختلفة يتم تحديدها من خلال التحليل المسبق والدقيق ، بسبب عدم تجانس المتعلمين.
2- فارقية مضامين التعلم
ينقسم التلاميذ إلى عدة مجموعات ، يعمل كل منها في وقت واحد على محتويات مختلفة محددة من حيث الأهداف المعرفية أو المنهجية أو الاجتماعية-العاطفية. يتم تقييد هذه الأهداف لاحقًا عن طريق التشخيص الأولي الذي يكشف عن عدم التجانس من حيث النجاح والعقبات التي تعوقه.
3 – فارقية البنيات
ينقسم الطلاب إلى عدة مجموعات في هياكل القسم ، لأنه لا يمكن إنشاء المسارات والمحتويات التفاضلية دون تقسيم الطلاب إلى مجموعات فرعية. لكن هذا الإجراء يؤسس إطارًا مجوفًا دون تأثير في نجاح التلاميذ ، إذا لم نتبنى منهجًا تعليميًا مختلفًا ... بينما من المؤكد أن مجرد إحداث فرق في الهياكل يسمح للتلاميذ بالتعرف على أنواع أخرى من التجمعات وغيرها الأماكن والنشطاء الآخرين ، مما يولد تفاعلات اجتماعية جديدة تؤدي إلى ردود فعل بناءة للتعلم المطلوب.
د – صعوبات تطبيق البيداغوجية الفارقية
يعاني البيداغوجيا من عدة عقبات وصعوبات تمنع تطبيقه ، أو على الأقل تجعل هذا التطبيق صعبًا ومرهقًا:
1- عدم كفاية التدريب التربوي للمعلمين بطريقة تجعلهم جزءًا من كيان شمولي تعديلي.
2 - الشكلية ووحدة المسار التربوي المفترض وتعارضه مع طموحات التنويع.
3- صرامة البيانات التربوية القديمة وعدم قابليتها للمراجعة خاصة على مستوى الممارسة.
4- مشكلة الامتحان وضرورة حضور التقاويم التي تعتمد على القياس والتصنيف وفق معايير ومراجع رسمية جافة لا تأخذ في الاعتبار الاختلاف في المستويات العقلية والمعرفية لدى الطلاب.
5- استخدامات الوقت والممارسات الكلاسيكية التي تجعل التعلم ممكناً لمن لديهم فهم سريع فقط.
أخيرًا ، نترك لك مقاطع الفيديو التالية التي تتحدث عن اختلاف طرق التدريس:
الفيديو الأول: تعريف البيداغوجيا الفارقية.
الفيديو الثاني : حول توظيف البيداغوجيا الفارقية في التعليم الأولي
عرض عن اختلاف علم التربية وعلاقته بنظرية الذكاءات المتعددة التي تحدثنا عنها في مقال سابق:
على الرغم من صعوبة الجرأة في الاختلاف التربوي ، والظروف العديدة التي يتطلبها هذا الإجراء ، فإننا نعتقد أنه نهج نشط وواعد يستحق بذل جهود مادية ومعنوية ، لأنه يساهم في دور فعال في تحسين جودة التعليم ، ودمقرطة الحياة المدرسية.
أ- تعريف
التعريف الأول
تم استخدام هذا المفهوم لأول مرة في عام 1973 من قبل المعلم الفرنسي لويس ليجراند في سياق البحث عن آليات جديدة لتطوير التدريس ومحاربة ظاهرة الفشل المدرسي. وعرّف علم التربية "لوغران" بأنه طريقة تربوية تستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية التعليمية لمساعدة الأطفال من مختلف الأعمار والقدرات والسلوكيات ، وأولئك الذين ينتمون إلى فصل واحد ، للوصول بطرق مختلفة إلى نفس الأهداف. بمعنى أن هذا المنهج يؤمن بوجود اختلافات فردية بين المتعلمين ، وأن عملية التعليم والتعلم تتكيف مع خصوصياتهم ، حتى يتمكن كل فرد في الفصل من تحقيق الأهداف المحددة له.
نستنتج من هذا التعريف أن اختلاف التربية هو المنهج التربوي:
يقوم على مبدأ تنويع الأساليب التعليمية والوسائل التعليمية.
يأخذ في الاعتبار تنوع المتعلمين واختلافهم من حيث العمر والقدرات والسلوك.
وتتميز بخصوصيتها الفريدة للمتعلم ، وتعترف بالطالب كشخص له إيقاعه الخاص في التعلم وتمثيلاته الخاصة.
- يفتح الطريق لجميع المتعلمين في فصل دراسي واحد ، لتحقيق الأهداف المرجوة بدرجة متساوية أو مناسبة.
التعريف الثاني
يمكن تعريف التربية الفريدة على أنها نهج تعليمي تقوم فيه الأنشطة التعليمية وإيقاعاتها على الاختلافات والاختلافات التي قد يبرزها المتعلمون في حالة التعلم ، وقد تكون هذه الاختلافات معرفية أو عاطفية أو اجتماعية ، وبالتالي فهي علم أصول التدريس الذي يشكل إطارًا تعليميًا مرنًا وقابل للتغيير وفقًا لخصائص المتعلمين والمتعلمين وخصائصهم.
ب- الأصول النظرية للبيداغوجيا الفارقية
يرتبط اختلاف أصول التدريس بالمدارس التقليدية (المؤلفين) ، حيث يتكون الفصل من طلاب يختلفون في المستويات العمرية ومستويات التعليم ، ويستخدم المعلم الأساليب التقليدية التي تكيف التعليم مع خصوصية كل عمر أو مرحلة مدرسية.
ومع ذلك ، ارتبط إنشاء الأسس النظرية للاختلاف بين أصول التدريس بالقرن العشرين ، وقد استخدم هذا المفهوم لويس ليجراند في السبعينيات أثناء عرض مشروعه على وزارة التعليم الفرنسية لحل مشكلة الفشل الأكاديمي ، وبشكل عام يمكن تلخيص أهم الأصول النظرية لفرق التربية على النحو التالي:
1 - علم النفس البنيوي ، خاصة مع جان بياجي ، الذي قسم عملية نمو الطفل إلى عدة مراحل ، مما يدل على أن القدرات العقلية للطفل يتم بناءها بشكل تدريجي ومتأخر ، ولكنها قد تعود إلى الوراء ، لأن التطور ليس ترتيبًا زمنيًا وفقًا للسنين ، بل وفقًا لوتيرة الطفل وإيقاعه الخاص ، ووفقًا لمتغير داخلي (التطور الذاتي ، الوعي الذاتي) ومتغير خارجي (السياق الاجتماعي المحيط). وهذا يعني أن الفئة العمرية أو العمر الذي يتم تبنيه حاليًا كمعيار لتوزيع التلاميذ ، لا يمكن اعتماده كنقطة انطلاق لتنظيم الصفوف ، ولا يأذن بما يكفي بالرد على الاحتياجات الخاصة للتلاميذ.
2- علم أصول التدريس ، الذي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية ، والذي يهدف إلى جعل التلاميذ يتفوقون في تحصيلهم الأكاديمي من خلال مراعاة خصوصياتهم وفروقهم الفردية ، ويعمل على تحقيق جميع الأهداف النهائية للطلاب ، من خلال تصحيح الاختلافات التي توجد بينهما على عدة مستويات.
3- البيداغوجيا الجديدة التي جعلت الطفل مركز عملية التعلم التربوي ، وأثارت رغباته وخصائصه ، مثل علم أصول التدريس Freinet (البيداغوجيا المؤسسية) ، التي أنشأت مدرسة على أساس تفاضلي وعلى أساس المفهوم حرية التعبير للأطفال (حرية اختيار النصوص والرسومات وجريدة الفصل ...)
في نفس السياق ، استفاد الاختلاف في علم التربية من نتائج عمل فرناند أوري ، حيث عملت على احترام الحياة المدرسية من خلال المؤسسات المناسبة ، وركزت على مبدأ حياة المجموعة التعليمية ، وتشجيع المناقشة واتخاذ المبادرات اللفظية.
ج- أسس البيداغوجية الفارقية
ينبع علم أصول التدريس من مبدأ وجود اختلافات فردية بين المتعلمين ، يمكن تلخيصها على النحو التالي:
- الاختلافات المعرفية في درجة اكتساب المعرفة التي تفرضها المؤسسة وإثراء مساراتها العقلية. تتحكم هذه الاختلافات في تمثيلاتها ومراحل تطورها العملي وطرق تفكيرها واستراتيجياتها التعليمية.
الاختلافات الاجتماعية والثقافية: وتشمل هذه القيم والمعتقدات وتاريخ الأسرة واللغة وأنماط التنشئة الاجتماعية ومستوى المعيشة والخصائص الثقافية.
الاختلافات النفسية: تتحكم شخصية الطالب بشكل كبير في دوافعه وإرادته واهتمامه واهتماماته وقدراته الإبداعية وفضوله ونزواته وتوازنه وإيقاعاته في التعلم. طالما أن لدى الطلاب مستوى معيشة وشخصية مختلفة ، فمن المفترض أن يكون لديهم اختلافات نفسية (1991 ص. 10 Halina Przesmyky).
د- خصائص البيداغوجيا الفارقية :
باعتبارها بيداغوجيا تعتمد على مبدأ التنوع و المرونة في التعليم ، تتميز البيداغوجيا الفارقية بما يلي:
1- التفريق بين المتعلمين : بمعنى الفصل والتمييز بينهم ، لتبيان أوجه الخلاف بينهم .
2- بيداغوجيا علمية عملية : تنطلق من تشخيص لواقع معين بأساليب وأدوات علمية دقيقة كالروائز ومختلف الاختبارات…لتحديد أسلوب التدخل المناسب،من خلال دعم علاجي موجه بدقة .
3- بيداغوجية فردانية : تعترف للمتعلم بشخصيته وتمثلاته وتصوراته .
4- بيداغوجيا متنوعة : تقترح مجموعة من المسارات التعليمية ، تراعي قدرات المتعلمين ، و تستحضر ذكاءاتهم.
5- بيداغوجيا تتبع : مسايرة عمل المتعلم من خلال تقديم التغذية الراجعة المناسبة.
6- بيداغوجيا تنويعية : وهي التي تستعمل فيها طرائق وتقنيات مختلفة .
7-بيداغوجيا متعددة المداخل : وهي المقاربة التي يقدم فيها نفس الدرس ، ويحقق نفس الهدف التربوي باستعمال تقنيات مختلفة بكيفية متزامنة .
8- تنطلق مــن الخصوصيات المحلية والبيئية .
ص – الغايات و الأهداف
يهدف تطبيق طرق التدريس المختلفة في المواقف التعليمية والتقويمية الملائمة للاحتياجات والصعوبات الفردية للطلاب إلى تحقيق مجموعة من الأهداف ، أهمها:
الوعي بقدرات ومهارات المتعلمين الفردية وتطورهم.
فكر في شخصية المتعلم بكل أبعاده المعرفية / العاطفية / الاجتماعية.
تحفيز الطلاب على التعلم.
- الحد من ظاهرة الفشل الأكاديمي ، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي.
- هدم الفروق الفردية بين المتعلمين وتحقيق مبدأ المساواة.
تحسين العلاقة بين المعلم والطالب ، مما يؤدي إلى إنشاء مساحة مدرسية يشعر فيها المتعلم بالراحة والاستعداد للتعلم.
رفع روح التعاون بين المتعلمين وتدريبهم على وسائل التواصل الاجتماعي وقبول الاختلافات.
منحهم الكفاءات الأساسية والقدرة على توظيفهم في حياتهم العامة.
تحسين جودة المخرجات.
تشجيع التعلم الذاتي وجعل الطالب نشطًا في بناء الدرس والمعرفة.
- تنمية وتنمية المشاعر الإيجابية (الثقة والسلامة والمتعة) التي تولد الدافع الذي بدونه لا يمكن التعلم. كما أنه يسهل معالجة وتخزين المعلومات.
- تجنب العديد من السلوكيات غير المرغوب فيها داخل الفصل والتي تعيق سير الدرس مثل: أعمال الشغب والعنف بجميع أنواعه.
إثراء التفاعل الاجتماعي.
شجع الاستقلال.
2- توظيف البيداغوجيا الفارقية في الفصول الدراسية
أ – مستويات التفريق البيداغوجي:
المدرس ، وفقًا للاختلاف في علم التربية ، مدعو إلى تنويع المحتويات والأساليب والوسائل ، من أجل تكييف عملية التعلم مع احتياجات المتعلمين واختلافاتهم الفردية ، على المستويات التالية:
• تمييز المحتويات المعرفية: يتطلب الاختلاف في علم التربية تنويع محتويات التعلم داخل فئة واحدة لتكييفها مع القدرة الاستيعابية للمتعلمين وإيقاعهم التعليمي ، من أجل اكتساب الكفاءات الأساسية. على سبيل المثال ، إذا لاحظ المعلم أن نص القراءة من نص الدورة يتميز بنوع من الصعوبة ، فيمكنه استثماره في الدرس فقط للتميز ، مع اختيار نص قراءة أكثر بساطة للطلاب المضطربين ، شريطة أن الأهداف موحدة. وإذا لاحظ المعلم أن مجموعة من الطلاب لم تستوعب موضوعًا دراسيًا محددًا بما فيه الكفاية ، في هذه الحالة ، يمكنه فقط التعامل مع عناصره الأساسية ، بينما يتعامل مع جميع عناصر الدرس مع التفوق. على سبيل المثال ، قد يُقترح على مجموعة من الطلاب أداء تمارين بسيطة في المكون النحوي ، على سبيل المثال ، في حين يُقترح البعض الآخر لأداء تمارين أكثر تعقيدًا.
في هذا السياق ، نشير إلى أن المعلم لا يجب أن يتعامل مع الكتاب المدرسي ككتاب مقدس ، بل بالأحرى يكون قادرًا على العمل بالإضافة إلى التعديل والإثراء وتغيير محتوياته بحيث يستجيب لاحتياجات المتعلمين ، وهو بما يتفق مع الكفاءات الأكاديمية المطلوبة.
• التمايز من خلال الوسائل والوسائل التربوية: تعتبر الأساليب التربوية ذات أهمية خاصة في عملية التعلم التربوي بسبب دورها الفعال في تقريب المعاني من أذهان المتعلمين ومساعدتهم على التمثيل والاستيعاب. وإضفاء التشويق على التعلم. والمعلم ، وفقًا للاختلاف في علم التربية ، مطلوب لتنويع الوسائل التعليمية لتتناسب مع أنماط التعلم المختلفة ، لأن المتعلمين لا يفهمون الدروس بنفس الطريقة ؛ هناك من يستوعب الدرس من خلال الوسائل اللفظية مثل التفسيرات النظرية القائمة على الخطاب اللفظي ، وبعضهم يتعلم من خلال الإدراك البصري (مثل الرسوم التوضيحية والرسوم البيانية والخرائط والمنشورات) ، وبعضهم يتعلم بشكل أفضل من خلال الممارسة الحسية (حمل التجارب - تنفيذ حركات الزيارات الميدانية).
إن تنويع الوسائل التعليمية في العمل التربوي حسب خصائص المتعلمين من شأنه رفع مستوى أدائهم وتحسين مستوى تحصيلهم الأكاديمي.
• التمايز في مستوى تنظيم العمل المدرسي: يتطلب العمل التربوي التربوي إعادة تنظيم الفصل. في بعض الأحيان يتم العمل مع القسم بأكمله لتحقيق الأهداف التعليمية نفسها ، وقد يعمل المعلم مع مجموعة كبيرة ، ويمكن أن يذهب إلى مجموعة صغيرة ، أو حتى إلى العمل الفردي ، إذا لزم الأمر.
• التمايز في مستوى إدارة الوقت: لا يتعلم المتعلمون في نفس الفترة الزمنية ، أي بنفس السرعة ، يحتاج كل منهم إلى وقت محدد لاستيعاب المعرفة الجديدة ، وفقًا لمكوناتها ومكاسبها ومؤهلاتها ، الأمر الذي يتطلب من المعلم توزيع الوقت اليومي والأسبوعي بطريقة مرنة متناغمة مع مشروعه التربوي ، ويجب عليه التضحية بجزء كبير من المحتويات الأكاديمية لتحقيق الكفاءات المطلوبة ، لأن المتعلمين مطالبون بالحصول على الكفاءات اللازمة والوقت لا ينبغي عرقلة في هذا الاتجاه.
ب- شروط تطبيق البيداغوجيا الفارقية :
إن تنشيط التربية التربوية والزراعة في المجال التعليمي ليس عملية بسيطة لتحقيقه ، بل يتطلب ما يلي:
1- محاربة ظاهرة الاكتظاظ التي تتعارض مع متطلبات التربية المختلفة.
2- إنشاء استخدامات مرنة في الوقت المناسب لتناسب هذه التربية. لأن المخططات الزمنية التقليدية تقف في طريق تطبيقها ، لأنها تعيق وتحد من التعليمات في وقت محدد. هذا لا يتفق مع هذا النهج ، الذي يدعو إلى تخصيص مزيد من الوقت للمتعثرين لتمكينهم من اكتساب المهارات الأساسية.
3- توفير طرق التدريس اللازمة والفصول الدراسية اللازمة.
4- يتمتع المعلم بدرجة مناسبة من الحرية والاستقلالية بما يسمح له بالسعي جاهداً للاستعداد للدرس والتخطيط له ومساعدته على أداء مهمته بشكل صحيح وتقليل عدد ساعات التدريس أسبوعياً. بالنسبة له ، لأن التربية الفريدة تتطلب وقتًا رائعًا للمعلم.
5- إعادة النظر في التدريب الأساسي والمستمر للمعلم بحيث يصبح مفعلاً وموجهاً وليس نقل المعلومات.
6- تقليل كثافة الدورات حتى يتمكن المعلم من تكييف عملية التعلم التربوي مع القدرات الاستيعابية للمتعلمين ووتيرة تعلمهم.
7- استخدام التكنولوجيا التربوية واستخدام الأجهزة الذكية والموارد الرقمية.
ج- طرق التفريق البيداغوجي
تختلف طرق تطبيق طرق التدريس التفاضلية وفقًا لعدة متغيرات ، وبشكل عام يمكن اعتماد ثلاث طرق في التمييز:
1 -
فارقية مسارات التعلم
ينقسم الطلاب إلى عدة مجموعات ، يعمل كل منها في نفس الوقت على نفس الهدف أو الأهداف وفقًا لمسارات مختلفة يتم تحديدها من خلال التحليل المسبق والدقيق ، بسبب عدم تجانس المتعلمين.
2- فارقية مضامين التعلم
ينقسم التلاميذ إلى عدة مجموعات ، يعمل كل منها في وقت واحد على محتويات مختلفة محددة من حيث الأهداف المعرفية أو المنهجية أو الاجتماعية-العاطفية. يتم تقييد هذه الأهداف لاحقًا عن طريق التشخيص الأولي الذي يكشف عن عدم التجانس من حيث النجاح والعقبات التي تعوقه.
3 – فارقية البنيات
ينقسم الطلاب إلى عدة مجموعات في هياكل القسم ، لأنه لا يمكن إنشاء المسارات والمحتويات التفاضلية دون تقسيم الطلاب إلى مجموعات فرعية. لكن هذا الإجراء يؤسس إطارًا مجوفًا دون تأثير في نجاح التلاميذ ، إذا لم نتبنى منهجًا تعليميًا مختلفًا ... بينما من المؤكد أن مجرد إحداث فرق في الهياكل يسمح للتلاميذ بالتعرف على أنواع أخرى من التجمعات وغيرها الأماكن والنشطاء الآخرين ، مما يولد تفاعلات اجتماعية جديدة تؤدي إلى ردود فعل بناءة للتعلم المطلوب.
د – صعوبات تطبيق البيداغوجية الفارقية
يعاني البيداغوجيا من عدة عقبات وصعوبات تمنع تطبيقه ، أو على الأقل تجعل هذا التطبيق صعبًا ومرهقًا:
1- عدم كفاية التدريب التربوي للمعلمين بطريقة تجعلهم جزءًا من كيان شمولي تعديلي.
2 - الشكلية ووحدة المسار التربوي المفترض وتعارضه مع طموحات التنويع.
3- صرامة البيانات التربوية القديمة وعدم قابليتها للمراجعة خاصة على مستوى الممارسة.
4- مشكلة الامتحان وضرورة حضور التقاويم التي تعتمد على القياس والتصنيف وفق معايير ومراجع رسمية جافة لا تأخذ في الاعتبار الاختلاف في المستويات العقلية والمعرفية لدى الطلاب.
5- استخدامات الوقت والممارسات الكلاسيكية التي تجعل التعلم ممكناً لمن لديهم فهم سريع فقط.
أخيرًا ، نترك لك مقاطع الفيديو التالية التي تتحدث عن اختلاف طرق التدريس:
الفيديو الأول: تعريف البيداغوجيا الفارقية.
الفيديو الثاني : حول توظيف البيداغوجيا الفارقية في التعليم الأولي
عرض عن اختلاف علم التربية وعلاقته بنظرية الذكاءات المتعددة التي تحدثنا عنها في مقال سابق:
على الرغم من صعوبة الجرأة في الاختلاف التربوي ، والظروف العديدة التي يتطلبها هذا الإجراء ، فإننا نعتقد أنه نهج نشط وواعد يستحق بذل جهود مادية ومعنوية ، لأنه يساهم في دور فعال في تحسين جودة التعليم ، ودمقرطة الحياة المدرسية.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: