سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

بث ثوار سوريون في الرقة شريطًا لجواز سفر إلى الجنة وجدوه بحوزة مقاتل إيراني في صفوف جيش النظام السوري، مماثل لجوازات وزعها آية الله الخميني على الإيرانيين إبان الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات.

بيروت:ايلاف
imgurl9.jpg



لم يعد خافيًا على أحد تورط حزب الله وإيران مباشرةً في الصراع السوري، أن بالامداد المستمر بالسلاح أو العتاد، أو بالرجال المقاتلين، أو حتى بالدعم المعنوي للجنود النظاميين، الذين تراجعت معنوياتهم بشكل كبير، بسبب المكاسب العسكرية التي حققها الثوار في أكثر من منطقة على الخريطة الميدانية السورية.









أدخلوها آمنين

&#00في مثال حي على هذا الدعم المعنوي، بث المركز الإعلامي لثوار الرقة بسوريا شريط فيديو على موقع اليوتيوب منذ يومين، يصور لقاءً مع “أبو ياسين”، وهو قائد ميداني من قادة حركة أحرار الشام الاسلامية، يعرض فيه جواز سفر عثر عليه مقاتلو الحركة مع احد جنود الجيش النظامي السوري فى الفرقة 17، الذين وقعوا في الأسر في أحد العمليات بالرقة.

&#00وقال إن المقاتلين عثروا على الجواز حين فتشوا الأسرى، بعد سيطرتهم على إحدى كتائب الفرقة 17، ووجدوه وغيره من الجوازات المماثلة بحوزة الجنود العلويين والشيعة، وهو مصنوع في إيران، سلم إليهم لتشجيعهم على القتال.

&#00واستدرك قائلًا إن الجواز الذي يبينه في الشريط كان بحوزة مقاتل إيراني يقاتل في صفوف الجيش النظامي السوري.

&#00وقد أكد أبو ياسين أن هذا الجواز صادر من إيران، مكتوب عليه “جواز سفر إلى الجنة… ادخلوها بسلام آمنين”، وهو يشبه إلى حد بعيد ما كان يوزعه الامام آية الله الخميني على الجنود الإيرانيين أثناء الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.

&#00جوازات ومفاتيح

&#00ويذكر أن في أثناء الحرب بين إيران والعراق، أراد الخميني تحفيز الشباب الايراني لكي يزيد من إقبالهم على الموت على جبهات القتال، فوعدهم بدخولهم الجنة، وصار يدم لهم جوازات سفر للعبور إلى الجنة لحظة موتهم، ومفاتيح ادعى أنها من مفاتيح الجنة، ليحتفظوا بها ويفتحوا بها قصورهم التي وعدهم بها في الجنة.

&#00وقبل أيام، رفع الشيخ &#00السعودي علي الربيعي على حسابه في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي صورة لجواز سفر إيراني يخول حامله دخول الجنة، ذاكرًا أنه جواز مماثل لما أصدره الخميني لأتباعه من قبل.&#00

&#00والتورط الإيراني ليس جديدًا على هذا المستوى الميداني في سوريا، إذ سبق لمراجع شيعية إيرانية أن أصدرت فتاوى تدعو إلى الجهاد في سوريا، لحماية الأماكن المقدسة عند الشيعة من السنة, ولمساندة الرئيس السوري بشار الأسد في حملته المقدسة على من سموهم بالنواصب.

&#00المقاربة الطائفية

&#00والشعور الشيعي هذا هو ما دفع بمقاتلي حزب الله اللبناني للقبول بالذهاب إلى مجاهل الميدان في سوريا، والموت هناك، خصوصًا في محاور القتال بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، التي تعد من أهم المقاصد الدينية الشيعية في سوريا.&#00

&#00فعند مقتل أي من هؤلاء المقاتلين، تنعيه قيادته بأن قضى وهو يؤدي واجبه الجهادي، في دليل على تبدل الخطاب الذي يعتمده حزب الله في تبرير قتاله إلى جانب الأسد. فهو ينفى تهم المشاركة في الصراع السوري من وجهة سياسية، لكنه يستمر بشكل مواز في قراءة إنخراطه في القتال الدائر في دمشق من زاوية أنه أمر واجب لا فكاك منه.

&#00ويصنف حزب الله قتاله السوري في فئة الدفاع عن المقامات الشيعية المقدسة، وأولها مقام السيدة زينب، أو حماية الشيعة في القرى القريبة من الحدود اللبنانية بريف حمص، الذين يواجهون “أعداء أهل البيت”، على ما يتواتر عن الشيعة اللبنانيين اليوم في مجالسهم، وخصوصًا منهم الموالين لحزب الله.

&#00أهب روحي

&#00والواجب الجهادي هذا ليس واجب اللبنانيين وحدهم، إذ تفيد تقارير من العراق أن السفر إلى سوريا ازداد تواترًا بين شباب الأحياء الشيعية ببغداد, كالصدر والكرادة والنعيرية والأمين والمشتل والحبيبية والبياع وغيرها، يذهبون إلى معسكرات تدريب داخل سوريا وفي مناطق عراقية محاذية للحدود السورية.

&#00وبعد دورات تدريب مكثفة، ينتقلون عبر معبر الوليد المقابل لمعبر التنف, وهو الوحيد الذي يخضضع لقوات النظام السوري على الحدود مع العراق, ويوزعون في وحدات قتالية، يشرف عليها فادة ميدانيون من إيران ومن حزب الله, ويرسلون إلى منطقة السيدة زينب حيث تدور المعارك العنيفة.

&#00ويروي بعض الشبان العراقيين الشيعة أن للتطوع في الحرب إلى جانب النظام في سوريا استمارة، تتضمن العبارة الآتية: “إنني أهب روحي دفاعًا عن مقامي السيدتين زينب ورقية في دمشق”، متسائلًا إن كان أي شيعي سيرفض شرف القتال دفاعًا عن هذين المقامين.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى