سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

ايلاف
imgurl8.jpg


معركة داخلية في صفوف المعارضين السوريين الميدانيين لحسم هوية المعارضة وبالتالي مستقبل البلاد، ففي حين يتذمر البعض من ممارسات النصرة المتشددة التي تصفّي كل من يعارض نفوذها، بات آخرون يوالون التنظيم الإسلامي وينظرون إليه نظرة ود.

النظام السوري يفقد سيطرته على مدينة الرقة النائية في شمال شرق البلاد، فيما يستعد العديد من السوريين لما يخشون من أنها حرب جديدة بين الثوار المقاتلين المعتدلين الذين حملوا السلاح للمرة الأولى ضد الحكومة، والجماعات الإسلامية المتطرفة التي لعبت دورًا رئيسًا في دفع تقدم الثوار.

تمكنت المعارضة السورية من السيطرة على مدينة الرقة خلال الشهر الماضي، مما عزز مكاسب الثوار، الذين ينتمي معظمهم إلى الجماعات الإسلامية، التي بدأت تفرض أيديولوجيتها وسيطرتها على شكل الدولة في المستقبل.

أبو منصور، قائد إحدى كتائب الجيش السورى الحر قال إن القتال بين المجموعات المعارضة “أمر لا مفر منه”، مشيرًا إلى أن كتيبته اشتبكت في الشهر الماضي مع جبهة النصرة في إحدى البلدات الحدودية “واندلع توتر بيننا بسبب أعمال العنف”.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية صنّفت جبهة النصرة كمنظمة إرهابية، بسبب علاقاتها المشبوهة بتنظيم القاعدة، وهي من بين مجموعات عدة تتقدم في المنطقة، وتتميّز بأنها أكثر حسماً وقوة من غيرها.

محافظات الرقة دير الزور والحسكة، التي تعرف من قبل باسم الجزيرة، لموقعها بين نهري دجلة والفرات، هي موطن لمعظم ثروة الاقتصاد السوري، بما في ذلك كل حقولها النفطية، فضلًا عن احتياطيات الغاز، ومعظم زراعتها، وخاصة القمح والقطن.

المنطقة تصل الجزيرة أيضًا بمحافظات غرب العراق، نينوى والأنبار، حيث يحظى تنظيم القاعدة بجذور قوية. الروابط القبلية والعائلية تمتد على طول الحدود، وهناك أصداء لتعقد الصراع، الذي احتدم في العراق في العقد الماضي، عندما قام العديد من رجال القبائل السنية، الذين انضموا في بداية التمرد إلى قتال القوات الأميركية، بتحويل ولائهم للقتال ضد تنظيم القاعدة.

صدّ “النصرة” ممنوع
وخلال الأسبوع الماضي، قتل مواطن سعودي واثنان من المقاتلين التونسيين عندما سعى زعماء القبائل إلى منع مقاتلي جبهة النصرة من دخول قرية مسرب في دير الزور. وقال ناشط محلي إن مقاتلي جبهة النصرة أطلقوا النار على متظاهرين كانوا يحتجّون على وجود المجموعة في البلدة خلال الشهر الماضي.


ليس من قبيل الصدفة، يقول زعماء الثوار الأكثر اعتدالًا، أن تختار جبهة النصرة تركيز جهودها في هذه المنطقة، إذ إنها ستتمكن من السيطرة على ما يقرب من 90 في المئة من آبار النفط في سوريا، ومخازن الحبوب والقطن.

الاقتصاد مدخل لليهمنة
ووفقًا لنواف البشير، وهو زعيم قبلي في المنطقة، تسعى جبهة النصرة إلى السيطرة على الاقتصاد السوري، حتى تتمكن من السيطرة على البلاد بكاملها بعد الثورة، مضيفاً: “تستطيع أن ترى أعلامها السوداء في كل مكان”.


ضد الديمقراطية
لكن معظم السوريين يقولون إنهم لا يريدون معركة، على الرغم من أنهم يعترفون بالفجوة المتنامية. ويقول حميد العطاالله، المتحدث باسم “جبهة الجزيرة والفرات”، وهو ائتلاف من كتائب المتمردين، يسعى إلى مواجهة نفوذ المتطرفين: “الجميع يعرف ما حدث في العراق، ونحن نريد تجنب ذلك. الثورة السورية اندلعت من أجل الديمقراطية، لكن جبهة النصرة لا تحارب من أجل الديمقراطية. مع ذلك، نحن لا نريد أي صدام معهم، لأنهم سوريون في نهاية المطاف”.


هذا وانتقل الموالون السابقون للنظام إلى الجبهة الثانية من القتال، بعدما احتضنوا المتطرفين. وباعتبارها واحدة من المدن الرئيسة الأخيرة، التي انضمت إلى الثورة، والأولى في طرد الحكومة، تجنبت الرقة الكثير من القتال، الذي دمّر أجزاء أخرى من البلاد.

&#00تبديل ولاء
اليوم، يعترف السكان، الذين كانوا يدعمون الحكومة، أنهم غيّروا ولاءهم، وباتوا يدعمون الآن جبهة النصرة. “كنا خائفين جداً من جبهة النصرة، لأن وسائل الإعلام الرسمية قالت إنها إرهابية، لكن هذا ليس صحيحًا. إنهم أناس طيبون”، قال ميزا حسين (37 عامًا)، وهو تاجر ثري، يدعم إحدى كتائب الجبهة ماليًا ومعنويًا.


يضيف حسين: “أنا كبير إلى حد ما، ولا أستطيع القتال، لكنني أريد أن أكون جزءاً من هذه المجموعة، لأنني أريد المساواة والحقيقة”. لكن أحد الأصدقاء، الذي يقف إلى جانبه، تمتم: “نحن نريد فقط أن نتجنب الصراع”.
 

عودة
أعلى