سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

عبد الوهاب بدرخان : النهار

إذا لم يكن ما حدث الأسبوع الماضي انتصاراً لـ”14 آذار”، فإنه بالتأكيد هزيمة لـ”8 آذار”. والمقياس هو الإدارة التعيسة للحكومة المستقيلة بالمقارنة مع النجاح الفظيع للانقلاب الترهيبي الذي نقل الأكثرية من يد الى يد. يومئذ كانت الهزيمة لـ”14 آذار” بلا أدنى شك. ولعل نجيب ميقاتي فهم الآن، أو هكذا يفترض، ما الذي لُعب معه وبه وعليه، ولماذا بدأ غير مقنع وانتهى غير مقنع. ولا يتعلق الامر بشخصه، بل بما كان يعنيه الظرف السياسي، ولا يزال.
&#00


لقائل ان يقول ان “حزب الله” تعقلن وأقلع عن السيناريوات العنترية بملء ارادته، أو نتيجة لمراجعة أجراها، والمعروف انه يراجع دائما وباستمرار، ويتوصل دائما وباستمرار الى ما يرميه امينه العام في وجه اللبنانيين من صرخات واستفزازات، وكذلك من خلاصات لا علاقة لها بالواقع، واحيانا لا علاقة لها بالحقيقة. لا، غير صحيح ان من يكون ممسكا بحكومة، يحكمها ويحكم من خلالها، لا يمانع فجأة وبلا مقدمات ان يرميها، لينزل نفسه من مرتبة “الحزب الحاكم” الى درجة “الحزب المشارك”.
&#00


والأهم انه كان على هذا الحزب ان يتقبّل وحلفاءه ما يقال عن “عودة السعودية” الى لبنان، وهو ما لم تقله السعودية نفسها على اي حال. أي إنه انتقل من التلويح بـ”حكومة اللون الواحد” الى تسمية تمام سلام، الذي لم يكن خياره ولا خيار مرجعيته في طهران ودمشق، ومن ثم القبول بل الالحاح على حكومة “وفاقية”، وهي الصفة التي فهم اللبنانيون بالتجربة انها تعني عمليا العكس فتصبح “حكومة نفاقية”.
&#00


اما “حكومة المصلحة الوطنية” التي يقترحها الرئيس المكلف فلا بأس، بل لا بد من المراهنة عليه وعليها. ورغم انه شعار نافذ وموفق، إلا ان “المصلحة الوطنية” هذه تعرضت للكثير من المهانات والتلاعبات، حتى اذا ذكرت لا احد يمكن ان يشخص ما هي على وجه الدقة. فبعض يراها، مثلا، متجسدة ببقاء بشار الاسد ونظامه، وآخر برعاية مرشد الجمهورية الاسلامية لـ”سلاح المقاومة”، وثالث بعودة العماد عون الى قصر بعبدا رئيسا، ورابع في احتكار نفط لا يزال في البحر. وهكذا فـ”المصلحة الوطنية” تحتاج الى اعادة تعريف واعادة انتاج.
&#00


ولمن لا يريد ان يعرف ويعترف، يجدر التنويه ببعض البديهيات. واولها، ان الثنائي السوري – الايراني لم يجد نفسه قادرا على تكرار اللعبة والمجيء بحكومة بمعايير “ميقاتية”. ثانيها، ان ايران لم تتصور نفسها منفردة في ادارة البلاد بعد سقوط الدور السوري، خصوصا ان هذا يحمّلها مسؤولية “استقرار” لا تقوى عليها، رغم غرامها بالنفوذ والهيمنة. وثالثها، ان “الرعاية السعودية” بموافقة ايرانية اضطرارية لا تعني ان “حزب الله” سينسحب من القصير وسائر اماكن انتشاره داخل سوريا، شاء “اعلان بعبدا” أم أبى.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى