سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

عدنان عبد الرزاق : زمان الوصل
118.jpg


موهن لنفسية الأمة ومضعف لشعورها القومي، خائن للوطن ومبادئه المقاوِمة والممانِعة، عميل للغرب وجاسوس لإسرائيل، مرتمٍ في أحضان الخليج وعبد للبترودولار، أصولي متطرف إرهابي وهابي وقاعدوي ..فماذا بعد؟!

وصولي مرتشٍ و”دوسيه” فساده يعجز حمار عن حملها، داعر ولدينا وثائق تؤكد هوسه بالقوادة وتسجيلات تفضح ممارساته وشذوذه الجنسي.

وإن تطلّب الأمر، ليس ما يمنع من التطرّق لطول القامة والشراهة للطعام و لون البشرة والصلع وخلل توزيع الشعر على الجسم وحجم الأسنان ورائحة الفم . .. أيضاً وماذا بعد؟!

قليل تربية، أجل قليل التربية هي آخر بدع النظام السوري للنيل من الآخر والتغني بالتربية المنزلية أحدث مستجدات خصائل النظام الذي حالت تربيته المنزلية دون الرد على أحمد داود أوغلو الذي آثر الاستقالة والانسحاب من العمل السياسي والدبلوماسي على مصافحة الرئيس بشار الأسد.

لماذا الآن وما هي مناسبة فتح ملف ذهنية التخوين التي غدت سمة ملازمة، ليس لأركان النظام السوري فحسب، بل ولكل مؤيديه الذين ما عادوا يجدون ضيراً في نعتهم بالشبيحة، فهم يؤكدون هذه الصفة من خلال صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بل ويتغنون بها على مرأى ومسمع القائد الملهم بعد كل خطاب توضيحي وكلمة توجيهية يلقيها سيادته.

&#00

في الأمس شاعت أنباء عن انشقاق عضوي القيادة القطرية، أسامة عدي ومحمد الحسين، واللذين أبليا بلاء أكثر من حسن في خدمة النظام والحزب الحاكم، فتنقلا، قبل أن يستقرا في القيادة، بين محافظ ووزير ونائب رئيس وزراء، ولكن لم يشفع لهما، كل ما يحمل ماضيهما من عوامل استقرار ودعم لحكم آل الأسد، فمجرد أن سرت الشائعة عن سفر وليس انشقاق الرفيقين، حتى بدأ الشبيحة، وبتوجيهات من النبيحة، بنبش كل ما له علاقة بالصفات التي استهلينا بها الحديث…وكان الفساد والرشى والدعارة أقل أقلها وأكثرها كياسة ولباقة.

قلنا إنها ذهنية، لذا ليس من حاجة للاستفاضة بأسباب تكوّنها وتكريسها، ولكن ثمة أسئلة بديهية تقفز للذاكرة، ما هو السر في أن يأتي النظام الممانع بكل من هو فاسد وداعر ومرتش ليسلمه زمام أمور السوريين؟!.

لماذا لا يخطر للنظام أن يفضح ماضي رجالاته إلا بعد انشقاقهم عنه رغم إعلانه “الإصلاح والتطوير” مذ ورث الحكم عام 2000؟!.

وهل فعلاً كل مسؤولي النظام السوري، أو معظمهم على الأقل، من أرباب الفساد وأصحاب السوابق، وإن كانت الإجابة بالإقرار فترى ما هو السبب؟!.

أعتقد، مجرد اعتقاد، أن التحلي بالعلمية والوطنية لا يمكن أن تتماشى مع آلية ونظام عام اعتاد القفز على العرف والقانون وعلى الحقوق الشخصية وحتى الوطنية، وإن وجدت بعض الشخصيات ذات “الاتجاه المعاكس” لحركة الشبكة المبنيّة بجهد وحكمة وعناية، فثمة حلان لا ثالث لهما، الانخراط ضمن الشبكة عبر العزف على الحاجة والإغراء، أو التوريط إن اقتضى الأمر، أو الحل الآخر تركها كصفحة لتبييض فعائل الآخرين، والإيهام لمن يهمه الأمر، أن “ليس لأحد أن يدعي ملكية الوطن منفرداً “شريطة انتقاص الصلاحيات وتقليم أظافر القدرات…وانتظار اللحظة الحاسمة كي تقدم تلك الشخصية الشاذة قرباناً لمرحلة زمنية أو خطة إصلاحية، أو حتى صفقة خارجية، والأمثلة أكثر من أن تحصى وما عصام الزعيم إلا إنموذجاً لمن يتمرد على قوانين الشبكة ويتدخل في مصالح “آل بيت النظام”.

أما لجهة التربية المنزلية التي خرجت كنغمة نشاز في وقت مستقطع، فتلك أغرب ما قيل وأصعق ما سمعت، لا أسمح لنفسي بالغوص في خصوصيات الأسر والعلاقات الخاصة لأفنّد صحة التربية أو أدحضها، ولكن أسأل بكل عفوية وبراءة، هل التربية المنزلية التي حالت دون الرد بالمثل على وزير خارجية تركيا، هي ذاتها التربية المنزلية التي سمحت بتجويع السوريين واستلابهم حقوقهم وإبعادهم عن أدوارهم وتخصصاتهم، وأساءت في توزيع الثروة وأخلّت بالعدالة الاجتماعية قبل الثورة، وتابعت تلك التربية للتعامل بفوقية وعسكرة وأمنية مع أطفال ومطالب مشروعة، ومن ثم كرست النعرات والعصبيات..فخوّفت فهجرت فقتلت ..

صراحة لا أعلم إن كانت لا تئن عظام أبي بقبره ويجوز لي رحمه الله، أن أتغنى وأفتخر بأني قليل تربية.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى