سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

ماهر شرف الدين – كلنا شركاء
528550_348960651882320_498989217_n.jpg


في اليوم التالي لمقتل اللواء اللبناني وسام الحسن، أطلَّ وئام وهاب (أحد أكبر المحرّضين على قتل الحسن) على محطة “أو تي في” للحديث عن المسألة. فإذ بالمذيع يقوم بتقديم التعزية لوهاب!!

لقد أخبرتنا الأمثال الشعبية عن أنه في وسع القاتل أن يمشي في جنازة القتيل، لكنها لم تخبرنا بأنه في وسع القاتل تلقّي العزاء أيضاً!

بعد ذلك بأيام أطلّ ناصر قنديل على قناة “المنار”، وأثناء الحلقة قام المذيع بمقاطعة قنديل ليسأله عن سرّ الشعبية الكبيرة التي يتمتّع بها (أين؟) في درعا!!! حيث يزعم المذيع بأن رسائل كثيرة وصلت برنامجه من درعا تُحيي ناصر قنديل!!

والحقّ أننا لو أردنا المتابعة في تعداد هذه الكذبات المفضوحة التي يمارسها شبيحة النظام لتشكَّل بين أيدينا قاموس ضخم يصلح لأن يكون مرجعاً فريداً للكذب والكذابين، وطبعاً لا بدّ من أن تتصدّر صورة بشار الأسد هذا القاموس بوصفه ليس أكذبهم فقط، بل ملهمهم أيضاً.

لقد قال بشار الأسد في حواره الأخير عن وزير الخارجية التركي داود أوغلو بأنه “قليل التربية”! متابعاً بكل وقاحة: “أنا تربَّيتُ في منزلي تربية صالحة”!

ولو أردنا استعمال تعبير الأسد نفسه – أي “التربية الصالحة” – للحديث عنه لوجدنا أنفسنا أمام كارثة يختلط فيها حابل التراجيديا بنابل الكوميديا.

بشار الأسد صاحب “التربية الصالحة” هو الذي دمّر نصف سوريا وقتل سبعين ألفاً من أهلها وشرّد خمسة ملايين.

بشار الأسد صاحب “التربية الصالحة” هو الذي استعمل صاروخ “سكود” ضدّ أبناء شعبه.

بشار الأسد صاحب “التربية الصالحة” هو الذي أطلق شبيحته لذبح الأطفال واغتصاب النساء.

بشار الأسد صاحب “التربية الصالحة” هو الذي يخون زوجته مع عشر نساء دفعة واحدة، وهو الذي باتت صورة مؤخرة إحدى عشيقاته (هديل العلي) أشهر من صورة مؤخرة المغنية شاكيرا.

بالطبع، من الأشياء التي يمكن للمرء التحسُّر عليها في الربيع العربي هو أن ثورة عظيمةكالثورة السورية اقترنت باسم دكتاتور هزلي مثل بشار الأسد. هو أن ثورة عملاقة قامت ضدّ قزم (كتب ذات مرة صديقي إسلام أبو شكيّر على صفحته في “فيسبوك” بأنه يستكثر على بشار الأسد دخول التاريخ حتى بصفة مجرم).

لا نعرف شيئاً عن “التربية الصالحة” التي أولتها أنيسة مخلوف لولدها بشار الأسد. لا نعرف شيئاً عن التربية المنزلية الراقية التي أنتجت هذا المخلوق وبقية أخوته من المجرمين (لا ننسَ أن باسل الأسد كان مجرماً أيضاً ويعرف السوريون “بطولاته” في اغتصاب بنات الجامعات والتنكيل بأهاليهنّ).

ما تعيشه سوريا اليوم هو بعض من نعم “التربية الصالحة”. إنها بركات أنيسة مخلوف التي يرفل بها السوريون من دون أن يُقدِّروا هذه النعمة. كان على السوريين الجاحدين تقديم هدية معتبرة لهذه الأم الصالحة في عيد الأم الفائت. كان عليهم تفريغ كتّابهم ونوابغهم لتأليف كتاب “التربية الصالحة والنفيسة…&#00 في تجربة بشار وأنيسة”.

الأسبوع الفائت وأنا أتصفّح إحدى صفحات الشبيحة على “فيسبوك” عثرتُ على صورة صادمة وذات معانٍ كثيرة: برميل المتفجرات الشهير الذي تُلقيه طائرات الأسد على منازل السوريين مكتوب عليه “من أجل دمعة كل أمّ شهيد في الجيش”!! (انظر الصورة المرافقة).

إذاً، برميل المتفجّرات الذي ثكَّل آلاف الأمهات ويتَّمَ آلاف الأبناء تُكتب عليه مفردات مثل “أم” و”دمعة”!!

سنة 2006 كرَّر إعلامُ الأسد على مسامعنا مئات المرات حكاية أن أطفالاً إسرائيليين كتبوا على الصواريخ التي قصفت لبنان عبارة “من أطفال إسرائيل إلى أطفال لبنان”! وها هو اليوم جيش الأسد يقوم بالسيناريو نفسه مقلِّداً الجيش الإسرائيلي.

عن حق، ما أشبه بشار الأسد ببراميله القاتلة. فهنا قاتل يرتدي بدلة أنيقة ويتحدث عن العلمانية، وهناك براميل ترتدي دموع الأمهات لتقتل المزيد من الأمهات.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى