سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

حذام زهور عدي : كلنا شركاء

هذه الأفكار للحوار على قاعدة إمامنا الديموقراطي الأكبر (الشافعي ) صاحب القول المشهور :رأيي أو قولي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب “

ما زالت أفكار مقارعة الامبريالية الأمريكية ورؤية روسيا وريثاً للاتحاد السوفييتي&#00 صديق الشعوب وطبقاتها الكادحة ,مهيمنة على الإعلام السوري وشريحة من سياسي القرن الماضي ومثقفيه ,على الرغم من التبدل الهائل للمعطيات السياسية العالمية والعربية أواخر القرن الماضي وحتى نهاية العقد الأول منه .وبالتالي فإن مفهوم الوطنية لدى هؤلاء هو التحالف مع ما تخططه روسيا (وبالطبع حلفاؤها أيضاً) وتبني مقولاتها ومواقفها واستمرار العداء المطلق للغرب الأوربي –الأمريكي ,الذي في تصورهم&#00 (وهو حق )كان مستعمرنا السابق وصانع بلاوينا التي ندفع ثمنها الآن من دمائنا وفقرنا وجهلنا ,وحاضن اسرائيل وواهب نسغ الحياة لها لا يقبل في ذلك تقليلا أو تبديلا , ولذا فإن أي تحالف مع هذا الغرب الشيطاني أو التقليل من حماس العدائية ضده هو خارج الوطنية واشتراك في المؤامرة الكونية الدولية على شعبنا السوري المسكين .

لكنٌ هؤلاء المثقفين –من جهة أخرى – لم يلاحظوا العلاقة الحميمة لروسيا باسرائيل ولا توظيف الأنظمة لتلك الأفكار توظيفاًعكسياً مناقضاً يباعد بين المواقف النظرية الإعلامية والموقف العملي الواقعي ,وكأنها تنال شرعية تمثيل شعبها من خلال اللغة العدائية القديمة وبالتالي تشرعن استبدادها وفسادها ولاوطنيتها كلما ازدادت حدة في تلك اللغة ….

لقد آن الأوان لندقق في المعطيات السياسية والاقتصادية و…للقرن الواحد والعشرين ونقيم التحالفات ونطلق الشعارات التي تتناسب مع مصالحنا ومع فهمنا الاستراتيجي لتطور الأحوال ,والأهم ذلك الموقف الذي ينقذنا من تلاطم أمواج بحر ظلمات الاضطراب العالمي ,حيث تنهار امبراطوريات وتنشأ أخرى &#00تبدي أنياباً حادة متوحشة يراها المبصر والأعمى ذو البصيرة ,في حين تركب الثورات العربية مركب ربيعها الذي نشفق من تحوله إلى شتاء يعيدنا جميعاً إلى قهر جديد وعبودية بلون مختلف وطعم مر علقم ..

إن أي تغيير جذري بعيد المدى لثورة ,أو لإنشاء دولة ,أو تحصينها&#00 , أو صيانتها , لا بد أن يواجه معضلة أسئلة التحالفات ,ويجد الطريق الأمثل للإجابة عليها ,بالنسبة للثورة السورية تكون الاسئلة كالتالي : من يماشينا في طريقنا (حسب تقاطع المصالح ) شبراً؟! ومن يستمر معنا متراً ؟ ومن يسارع حتى الكيلومتر الأول ؟ وهكذا إلى أن نسأل السؤال الأخير من الذي تتطابق مصالحه مع مصالحنا ويصل معنا لنهاية المشوار متعاونين في تحقيق أهدافنا البعيدة ( التنمية ,التطور, إقامة العدالة , حفظ الكرامة …) ليشعر كل مواطن أن هذا الوطن له والبلد بلده&#00 والناس ناسه&#00 لابديل له عنهم ,

ثم تأتي أسئلة أخرى ,: من هو عدو وجودنا ؟ عدو وحدتنا الوطنية ؟ عدو تنميتنا ؟ ثم من هو الأقل عداءً فالأقل ؟ حتى نصل إلى&#00 من يقف بعيداً لا صداقة ,لا معرفة ,لا عداء , بل حياد مطلق وسلبية تامة ..

إن ثورة لا تستطيع تحديد العدو والصديق والتدرج بينهما هي ثورة&#00 تواجه لا شك , مشكلات بنيوية تترك ظلالاً مأساوية مدمرة عليها وعلى مجتمعها ,ومستقبله ,وإن ثواراً لا يملكون الشجاعة للخروج من ابتزاز السلطة الثائرين عليها هم ثوار الصف الأول الابتدائي ….

في رسم&#00 أجوبة&#00 الأسئلة السابقة ,يفترض مراعاة&#00 متغيرات الظروف ومتحولاتها , من جهة ومن جهة أخرى إمكانية مساهمة السياسة الثورية في ميزان السياسة الاقليمية والدولية لصالحها ..

بالطبع في المسيرة الشاقة للثورة يُفترض أن تنتبه وبشكل دقيق جداً , لمعرفة اللحظات والمناسبات التي ترفع الصوت الإعلامي فيها لتقول :كفى ..كفى ..ومتى تبقيها همساً فيما بينها ومتى تغض الطرف عنها ,وتلتمس لها العذر حتى لاتظهر كناكرة للجميل , أو كمن يمنٌ عليهم بتقاطع المصالح ,أو من يقف موقف المعلم المتعالي الذي يعطي دروساً لمن يتحالف معه ,فلم يعد أحد في هذا العالم صغر أم كبر يحتمل مثل هذه التصرفات التي ستصب آخراً في طاحونة الأعداء الذين تجابههم الثورة ,إن الانتباه إلى ذلك يساعد في الانتقال إلى المتر التالي أو ما بعده …

في نظري تلك هي أهم الخطوات التي على قيادات الثورة السورية وكوادرها التخطيط لها , ثم الالتزام بها إعلامياً ..

إن فن التحالفات والقدرة على توظيفها لصالح الوطن والوطنية خارجياً وداخلياً ,ليس أمراً جديداً على تاريخنا وحضارتنا ,فحلف الفضول ,وحلف الحديبية ,ودستور المدينة المنورة بعد دخول الرسول (ص)إليها وهو عملياً- معاهدة بين المسلمين وسكان المدينة من المعتقدات الأخرى كاليهود وغيرهم ,بل إن الحلف الموضوعي غير المكتوب بين الروم (أصحاب الكتاب) وبين المسلمين ضد الفرس الوثنيين – كما جاء في سورة الروم ……يعطينا درساً فائق الأهمية بالتحالف المباشر وغير المباشر ,وهذا لايعني الثبات النهائي في هذه المواقف إذ يمكن أن تتغير حسب تغير المصالح ,وموازين القوى ,

وهل كان بالإمكان أن تنتصر الثورة السورية على الاحتلال الفرنسي بالتحرك الجماهيري وحده , دون الاعتماد على المساعدات والتحالفات الخارجية (الدولية ) ؟!

حبذا لو أعاد وجهاء الثورة السورية دراسة التحالفات والمصالح في تاريخنا منذ الجاهلية وحتى يومنا هذا ,عند ذلك يفهمون أكثر الشعار الذي يردده الثوار (يا الله مالنا غيرك ) وبكل تأكيد إن الله مع الثوار ,عندما تكون الثورة مع نفسها ,”ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” صدق الله العظيم ,..

&#00&#00&#00&#00&#00&#00&#00&#00&#00 &#00&#00&#00&#00&#00&#00

&#00

كاتبة وباحثة سورية&#00&#00 &#00
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى