سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

معتصم صالحة : القدس العربي

الكل كان يتوقع ويأمل أن تأتي المصالحة على شكل مصالحة فلسطينية فلسطينية أو سورية سورية أو مصرية مصرية أو …أو إلى آخر المصالحات العربية التي لا يبدو بأنها تلوح في الأفق. ولكن المصالحة جاءت، ويا للأسف، مصالحة تركية اسرائيلية.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هو سبب هذه المصالحة التركية الإسرائيلية وهل هي حقاً تمهيد لعمل ما، شيء ما، حرب ما في المنطقة؟.
خلال مراقبة تاريخ اسرائيل، القصير، نلاحظ بأنها لم تعتذر في حياتها لأي دولة بما فيها أمريكا حليفتها وراعيتها الأساسية في العالم. حتى عندما اكتشفت أمريكا بأن اسرائيل تتجسس عليها، لم تقدم اسرائيل لها أي اعتذار.
ما الذي قررته أمريكا واسرائيل إذاً؟ هل كان الاعتذار والمصالحة هما لضمان سلامة ظهر اسرائيل – التركي. وإلى أين يجب أن تتجه أنظارنا الآن لنرى من هو الهدف المحتمل؟ إلى إيران أم إلى حزب الله اللبناني؟ أم إلى الإثنين معاً؟.
في الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخراً لإسرائيل، اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لمدة ثماني ساعات على مرحلتين. ثماني ساعات من المباحثات، فماذا بحثوا؟!.
تركيا العضو في حلف الناتو نُصب فيها صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود السورية لماذا؟.قيل بأنه ‘لحماية تركيا من أية هجمات يمكن أن يقوم بها النظام السوري ضد تركيا.
أي عقل ساذج يمكنه التصديق بأن هذا النظام السوري، على توحشه في ذبح شعبه، سيهاجم تركيا التي عدا عن انها عضو في حلف الناتو لديها جيش جرار يعتبر من أقوى جيوش العالم. النظام السوري الذي لم يستطع خلال أكثر من سنتين، القضاء على مجموعة من الثوار الذين حملوا السلاح لمواجهة بطشه لثورتهم السلمية، هؤلاء الثوار الذين لا يملكون سوى مجموعة من البنادق لمقاتلته استطاعوا أن يجعلوه يترنح ويمكن أن يسقط بين لحظة وأُخرى، فكيف سيهاجم هذا النظام تركيا؟.
ربما لا تحتاج أمريكا أو اسرائيل إلى عنصر المفاجأة لخوض أي حرب مع أي من الدول العربية والإسلامية أيضاً. فنتيجة الحرب معروفة سلفاً. والتوقعات والتحليلات تكون عادة على حجم الخسائر. بكلام آخر، انه حتى لو أعلنت اسرائيل بأنها ستشن هجوماً على العرب كل العرب غداً، فما الذي يمكن أن نفعله؟ لا شيء سوى شدّ العصب لتلقي الصفعة.
كل طرف يعرف، أو يجب أن يعرف قوته وحجمه. ولكننا نحن العرب والمسلمين، والعرب خصوصاً لا نعترف بالحقيقة ونواجهها ولذلك نحن على ما نحن عليه. مساكين نحن العرب. مساكين بهذا البلاء الذي ابتلينا به وهو نحن – أنفسنا. نعيش دائماً كذباً يتجدد من جيل إلى جيل. حتى ‘النخبة’ المثقفة والتي من المفروض ان تقود المجتمع تجدها غارقة في بحر من الكذب، وقلائل جداً من يضعون يدهم على الجرح.
في اسبوع محاضرات أكاديمية للدراسات اليهودية والإسرائيلية في المملكة المتحدة في جامعة مانشستر في انكلترا الذي حضرته الأسبوع الماضي. يقول البروفسور الأمريكي المحاضِر الضيف الذي دعته جامعة مانشستر لإلقاء محاضرات عن دراساته وكتبه في هذا الموضوع وهو المسؤول عن قسم الدراسات اليهودية والإسرائيلية في جامعة أكسفورد: انه من الغريب حقاً ان لا توجد مركز للدراسات المصرية أو السورية أو العراقية في جامعة أكسفورد ولا أعرف لماذا!
أما البروفسور الإسرائيلي رئيس قسم الدراسات اليهودية والإسرائيلية في جامعة مانشستر وفي مداخلة له في ختام آخر محاضرة وحول المخاطر المحدقة باسرائيل في المستقبل فيقول: حتى لو اجتمع العرب والمسلمون في العالم وتوحدوا فلن يستطيعوا فعل أي شيء لإسرائيل. فإسرائيل لديها أكثر من مئتي قنبلة نووية، وجيش من أقوى جيوش العالم. وهذه حقيقة واقعة الآن والكل يعرفها. الخوف الوحيد على اسرائيل هو من اسرائيل نفسها. أن تتفتت وتفني نفسها نتيجة تناقضاتها الداخلية.
في مقطع ‘فيديو’ قصير نشر على الفيس بوك يوم الاثنين 25 اذار (مارس) يظهر عضو الكنيست احمد الطيبي فيما يبدو على أنه جلسة في الكنيست فيقول مخاطباً رئيس الكنيست والنواب فيه: أريد أن أُنهي حديثي بموضوع قد يثير اهتمامكم. هنالك وحدة لتدريب الكلاب في الجيش الإسرائيلي وأثناء احتفال بتخريج مجموعة من الكلاب التي دربوها روى هؤلاء الذين كانوا في الاحتفال بأنهم شاهدوا عرضاً يثير الذعر. حيث شاهدوا كلاباً يتم تدريبها من قبل الجيش للهجوم على أي عربي ينادي الله أكبر. ويصرخ النائب مشدداً ومؤكداً على ما قاله: لقد دربوهم على ذلك. دربوا كلاب الجيش الاسرائيلي على مهاجمة أي عربي ينادي الله أكبر. ثم يتابع: وأنا أقول لكم الآن الله أكبر، فهل هنا بعض الكلاب كي تهاجمني؟


إلى أين وصلنا وأين نحن ذاهبون؟ ثم ينهي النائب خطابه بالقول: يعني إذا مرّت وحدة الكلاب هذه بجانب مسجد فستهاجم كل المصلين لمجرد أنهم يقولون الله أكبر أو أنها ستهاجم أي شخص في الشارع يقول الله أكبر.
وينهي النائب كلامه بحسرة وحزن ويقول لأعضاء الكنيست وباللغة العربية:
الله أكبر عليكم.


‘ كاتب من سورية
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى