سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

بقلم كارلوس ثوروتوثا/وكالة إنتر بريس سيرفس

tripolimilitia640-629x416.jpg


ميليشيات كردية تحمي منشئات مصفاة رميلان.

Credit: Karlos Zurutuza/IPS.

روميلان، سوريا, أبريل (آي بي إس) – “يوم أول مارس قالوا لنا أن نعود إلي بيوتنا وأن نبقي فيها لمدة يومين لضمان أمننا”.. هكذا يتذكر محمود حسن -واحد من 3،000 عامل في مصفاة “رميلان”- ذلك اليوم الذي كان يمكن أن يغير مسار الحرب التي تعانيها سوريا منذ عامين.</p> ويضيف، كانت الساعة السابعة صباحا، وكان المبني محاطا تماما بالميليشيات الكردية التابعة لـ “وحدات حماية الشعب” التي إحتلت المكان فيما بعد.. قالوا انهم كانوا ينتظرون منذ الساعة الثالثة صباحا”.

يشرح محمود حسين لوكالة إنتر بريس سيرفس، كيف يُوّزع إنتاج هذه المصفاة الوحيدة التي ما زالت تعمل في سوريا، والتي تقع علي بعد 800 كيلومترا شمال شرق دمشق.

فيفيد أن الغاز يخصص للاستهلاك المحلي، لكن النفط مازال يتدفق في حمص وبانياس -علي بعد حوالي 160 و 280 كيلو مترا شمال دمشق، على التوالي- على الرغم من انخفاض الإنتاج بشكل كبير منذ بداية الثورة.

ويوضح محمود حسين -وهو يعمل منذ 20 عاما في مؤسسة النفط السورية التابعة للدولة والتي تأسست في عام 1974 وتمتلك المصفاة- أنه في البداية جاءت العقوبات الدولية، وبعد ذلك عمليات التخريب التي شنها الجيش السوري الحر -أكبر جماعة معارضة مسلحة في سوريا- إضافة إلي قيام الأفراد بخرق خط أنابيب للحصول على بعض المال.

أيا كان الأمر، فالواقع هو أنه بينما يركز نظام الرئيس بشار الأسد جهوده في مكافحة المعارضة في غالبية الأراضي السورية، يظل جزء كبير من المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد تخت حكم كردي.. بحكم الأمر الواقع.

وعزا كثيرون هذا السيناريو الجديد إلي صفقة بين الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو ما نفاه صالح مسلم -زعيم هذه القوة السياسية المهيمنة بين أكراد سوريا- نفيا قاطعا في حديث مع وكالة إنتر بريس سيرفس في سبتمبر 2012 .

وعودة إلي المليشيات الكردية المذكورة، يقدم القائد “فيروشا” -الذي يعتمد علي قوة من 300 رجل تحت قيادته- بعض الأدلة حول أداء هذه المليشيات المهيمنة بين الاكراد في سوريا.

فيقول “لدينا أكثر من 30،000 جندي في جميع أنحاء المناطق الكردية، ولا نستخدم القوة إلي في حالات الضرورة القصوي”.

ويشرح فيروشا بينما يقود سيارته 4X4 في طريق محفوف بمعدات استخراج النفط والغاز وأعمدة النار، “نحن نحترم وحدة الجيش الحر السوري، ولكن لا السلفيين”.

أما عن تحرير روميلان فيؤكد أنه تم “سلميا وبدون أي طلقة”، وهو ما يعززه لوكالة إنتر بريس سيرفس، الناشط المحلي عباس خبات من خلال رسم بياني مفصل حصل عليه يوم أول مارس الذي أشار إليه محمود حسن في بداية هذا التقرير.

وتحدثت وكالة إنتر بريس سيرفس إلي الكهربائي حافظ النسيبي، فقال أن العمل سيستمر بنفس الوتيرة ودون أي تغيير مهم.


وشرح أنهم لا يخشون أن توقف دمشق دفع أجورهم بعد التغيير في المسؤولين عن المصفاة، قائلا أن الأسد يعلم أننا إذا لم نتلقى رواتبنا في نهاية هذا الشهر.. فسوف نضرب عن العمل… وتنهار البلد… ثم لماذا قد يفعل ذلك؟.. النفط يستمر في التدفق.. لا للأكراد فحسب بل ولجميع السوريين…


(آي بي إس / 2013)
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى