سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

روما (4 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر مسيحية في شمال سورية إن الصراع المسلح تسبب حتى الآن بهجرة أكثر من 400 مسيحي غالبيتهم من منطقة الجزيرة إلى أوروبا عبر تركيا ولبنان، وأشارت إلى وجود معلومات عن تحرك بعض المنظمات الأوروبية بالتعاون مع بعض الكنائس في سورية وتركيا لترحيلهم </p> وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هناك مشاعر قلق لدى مسيحيي سورية، وتتعاظم مخاوفهم على مصيرهم ومستقبلهم في وطنهم الأم سورية من مضاعفات الصراع المسلح في البلاد، وقد تسبب هذا الصراع حتى الآن بهجرة أكثر من 400 مسيحي سوري من شمال شرق سورية (الجزيرة) إلى أوربا عبر تركيا ولبنان” وفق تأكيدها

وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، “نعتقد أن هجرة المسيحيين السوريين تندرج في إطار مخططات قديمة تقف خلفها جهات إقليمية ودولية لنقلهم من منطقة المشرق، وما يعزز الاعتقاد بوجود هكذا مخططات، ورود معلومات عن تحرك بعض المنظمات الأوروبية بالتعاون والتنسيق مع بعض الكنائس والمنظمات المسيحية في سورية وتركيا لأجل ترحيل آشوريي ومسيحيي الجزيرة السورية إلى تركيا ومن ثم نقلهم إلى الدول الأوروبية، مستغلين الظروف والأوضاع الأمنية والإنسانية الصعبة” التي يمر بها هذا البلد

وللوقوف على حقيقة وحجم هذه الهجرة والتخوفات، قال سليمان اليوسف، الباحث المختص بشؤون الأقليات للوكالة “بالفعل، ثمة مخاوف مشروعة على مصير ومستقبل المسيحيين السوريين، خاصة إذا ما انزلقت البلاد إلى الفوضى والحرب الأهلية، فورغم الهدوء النسبي الذي يسود غالبية مدن وبلدات محافظة الحسكة شمال شرق سورية، إذ لم تنتقل إليها بعد المعارك بين السلطة والمعارضة المسلحة، ثمة مخاوف لدى الآشوريين والمسيحيين في هذه المحافظة التي تتميز بتنوع مجتمعها، من تفجر صراعات عرقية وطائفية مفتوحة في ظل الاصطفافات العرقية والطائفية وارتفاع منسوب الاحتقان في المجتمع وانتشار السلاح وتشكيل كل قوم ميليشيا مسلحة خاصة به للحماية الذاتية وتحسباً لأي فراغ سياسي وأمني قد يخلفه سقوط النظام” حسب قوله.

وأضاف “المظاهر المسلحة التي بدأنا نشهدها في شوارع مدن الحسكة هي شكل من أشكال عرض القوة للميليشيا المحلية (كردية، آشورية مسيحية، وعربية) التي يبدو أنها تستعد لمعركة الصراع على القامشلي في مرحلة ما بعد سقوط الدكتاتورية ورحيل النظام”.

وتابع “علينا أن نتذكر أن الرئيس الفرنسي ساركوزي كان قد عرض على بطريرك الموارنة بشارة الراعي عندما كان في زيارة إلى فرنسا العام الماضي تهجير مسيحيي سورية ولبنان إلى أوروبا لطالما يخشون التحولات السياسية التي تشهدها دول منطقة الشرق الأوسط” حسب قوله

وقال “ترتبط هجرة المسيحيين بشكل مباشر بقضية الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولهذا فبقاء المسيحيين عامة واستقرارهم في سورية أو في دول المشرق عموماً رهن بقيام دول مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الجميع، تقوم على العدل والمساواة وعلى مبدأ حقوق المواطنة الكاملة لكل مواطنيها بدون تمييز أو تفضيل”

ويشار إلى أنه وبسبب التنوع في المجتمع المسيحي السوري وعدم تجانسه السياسي والفكري، لا يمكن الحديث عن رؤية مسيحية واحدة للأزمة السورية الحالية، لكن عموماً يمكن القول بأن الشارع المسيحي كان ومازال متعاطفاً إلى حد كبير مع الثورة ويشارك بها بشكل مقبول

ووفق المراقبين فقد انقسم المشهد المسيحي منذ انطلاق الثورة لثلاثة أقسام: قسم مؤيد للنظام، وآخر معارض له، وثالث يلتزم الحياد. وفي سبتمبر العام الماضي أعلن معارضون سوريون عن تشكيل أول كتيبة مسيحية مسلحة تابعة للجيش السوري الحر المعارض في ريف دمشق حملت اسم (أنصار الله) هدفها الدفاع عن المدنيين ومقارعة قوات النظام بهدف إسقاطه.

المعارضة السياسية السورية لم تميز بين مسيحي ومسلم، فكان من بين قياداتها من كافة الديانات، فرئيس المجلس الوطني السوري المعارض الآن هو المسيحي جورج صبرا، ويضم الائتلاف الوطني المعارض عدداً من القياديين المسيحيين، كما أن الشخصية الرئيسية في تجمع المنبر الديمقراطي المعارض هو المسيحي ميشيل كيلو، فضلاً عن وجود عدد غير قليل من المسيحيين في قيادة هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة


لكن، تشير بعض الأوساط المسيحية في سورية إلى وجود مخاوف وهواجس لدى المسيحيين من المستقبل، وتشدد على ضرورة معرفة موقف الحراك الثوري من قضية هوية الدولة وضمان تحييد الدين عن السياسية، وتؤكد على ضرورة أن يقوم المسلمون بتطمينات تضمن لهم مستقبل سياسي وثقافي يليق بوزنهم التاريخي في النظام السياسي المقبل
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى