سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

ميس الكريدي : لنا شركاء&#00

من باريس تصبح الكتابة عبئا ثقيلا …..لكنني عاهدت نفسي على المكاشفة&#00 لأن الثورة ستنتصر بصدقنا, ومهما كذبت السياسة فالوطن هناك باكيا صامدا حالما منتظرا ..وما الوطن إلا نحن وجرحنا ..

أكتب لأنجز ما قتله الأمن السوري بطاغوته القذر يوم قدمت روايتي الأولى التي مزقتها لأن ليس لي في كواليس اتحادات الكتاب الملحقة بحزب البعث القائد للدولة والمجتمع شلة من المرتزقة يريدونني متسولة لرضى الأفرع لأصبح كاتبة&#00 بحكم المادة الثامنة من الدستور..

أكتب أولى يومياتي لأمي التي صبرت على تمردي الأنثوي , لوالدي الذي علمني حبك سورية..لأطفالي النائمين على يتمهم الاختياري……لسورية التي سأموت دونها حبيبتي المنتظرة….لكل الذين تفننوا في اتهامنا بكل ما يسع الأرض من اتهامات من قواميس الاستبداد, فزادوني حبا ببلادي..

على رصيف الحضارة الغريب عني وأنا عنه غريبة يتنازعني الحنين ياغالية ..غربتي مراهقة ولكني بعشقك أتلون أنثى وأنثى …..من أين لك كل هذا السحر لتكون دمشق آلهتي ..وحجارة الطريق مولاتي وضحكة طفل ميراثي الذي سأنهمر لأجله على قلبي حنينا..

قضيت ليلتي في محيط غرفة أصغر من أن تحتوي عاصفة الحنين يا روحي المحلقة هناك على طريق بين دوما وحرستا ..بين المدلل أبو مرشد والصمادي أبو ابراهيم ……أبو مرشد الذي كان آخر اتصال بيني وبينه تعزية بابنه البكر ابن الثورة مرشد..فقضيت ليلتي أبكي على كل من فقدهم في غربة هروبه..وقوته لأن على كتفه تقف سوريانا وتحرسه عينين من نار لا تنطفئ حتى تتوجها الحرية..

الحرية يا لطعم تلك الكلمة تئن في فمي رغم اتساع فرنسا فإن وجداني أسير يادمشق فاحضنيني..

نزار الصمادي مهندس شوارع الوفاء في صيرورة البقاء و ولادة الإرادة على ربيع النور أن أزرار الزهر لنا …وأن آل الأسد ومخلوف ليسوا قوامين على حصاد القمح في وطني ..

اني متيمة يادمي ……..

من منصات الغربة تنجلي صور وتتراجع صور وترتسم آفاق..ويزاوج العاشق بين عشقين المرأة والوطن ..وأنا امرأة يرتديها الوطن فإن كنت بعشق مع كل الدم في كل عرق على هاوية نبض أمارس خطيئتي &#00فلتنتصر الخطايا…ياساسة الدم إن أوردتي تزأر بالحب ورغبتي بإنتاج بشر من عمق الإنسانية تفوق هيامكم بالسلطة وتجارة الكراسي وبها ومعها عليكم سأنتصر لقد التحمت بالثورة فليس فيكم من ينتزعها مني لأني بعضها ..وإن آلهة الخصب معبودتي وأؤمن بالولادة فليسقط دعاة الموت ..أنا أعبد الحياة وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة ونحن نستحق الحياة ..

نشرت من يومين على صفحتي أغنية من تراث السويداء مسقط رأس جدي الذي أورثني بفطرية حب الوطن يوم قامت الثورة السورية الكبرى&#00 امتدادي على مساحاتي في حارات الميدان وبساتين الغوطة وتعلمت إن تفاح وعنب السويداء يصبح أزكى حين تتذوقه الشام……نشرت الأغنية بصوت مجند في الجيش السوري الذي حوله السفاح خصما لسورية يرثي بها شابا أرداه الموت المنتشر كالغول في بلدي, وبكيت بكيت لأن الأم تبكي حين يموت أبناؤها ولأن عشقي وارتباطي بك وطني ليس لجاما بيد أحد وليس من حق أحد أن يعلمني كيف أحبك يا حبيبتي..ولأن الأغنية على صفحات الموالاة ولأننا لم نعد في موازين البشر بشرا وإنما فطيسة وشهيد وتم الدعس ..واجهني بتعليق أحدهم يقول :

هذا شبيح فمن أنت من الثورة؟؟؟؟؟؟

عندما يصبح أيا كان قوام على الثورة ونصبح كا لناموس نقتل بمبيد حشري ولا عدادة تعد صرخاتنا أضطر أن أمسح ما كتبت لأن التهمة أرخص من عمرنا ولأننا في زمن العدم ..

تسألني من أنا من الثورة باسمك المستعار على صفحة فيس بوك ؟؟

أنا أم سورية تعرفت على الوطن على مساحات ريف دمشق ونظرت حولي لأبحث عن شركائي في حبها بلادي فوجدتهم بين ثالوث من موت وغربة واعتقال …وأنا ككل السوريين متهمة ومطلوب بكل لحظة أن أثبت ولائي لحبيبتي ..

يا أبا أحمد يامن حفظت وجهك بتفاصيله من أول لقاء لنا نستجدي الحرية في المعضمية الأبية..يا مشعل التمو ياشهيدا قتلته سوريته ..هل يسمع الموتى فإني مازلت في حداد&#00 وفي حداد لأنك خالد لن تعبر القصة فأنت في مفصل قد تضيع بعده الحبكة وأكبر بالوطن يكبر..يا أطفالا بلا عنوان قضوا في مجازر أخشى أن تأكلها رحى الحلول الدبلوماسية فلا يحاسب عليها أحد..

سورية لقد رثيتك في شعري لحظة ولحظة كنت فيها على شفير يأس لكني اليوم أثأر لنفسي منكم بأن رحما تزاوجت فيها كل حضارات العالم لا تفنى بنفير الخوف..

سنبقى وسنكون …لأن كل ليمونة ستنجب طفلا ولأننا نتعلم كيف نتحصن ضدكم&#00 يا كل القتلة ….نحن الثورة ومهما هجرتنا كرابيج المغتصب ..لن نسمح أن يتحول حقنا بسمائنا وأرضنا حق عودة تحملونه في ملفات لترتزقوا في محافل السياسة ..هل تظنون إني غادرت ..لا أنا ولا كل حر قضى فيما قضى والتحم بالتراب غادر..كلنا هنا نشعل النار تحت أقدامكم إن سورية لنا..

ياسورية ..يا أمي وأبي وضفيرة جدتي وقبري الذي سيضمني …تحيا الحياة.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى