الدكتورة هدى

.:: إدارية الأقـسـام العامـة ::.

خطبة جمعة عن الحجاب مكتوبة كتابة كاملة مميزة روعه خطبه دينيه عن الحجاب - بحث عن الحجاب روعه - خطب دينيه قصيره



ملخص الخطبة
- تكريم الإسلام للمرأة ومكانتها – نماذج مشرقة للمرأة المسلمة ,وأسباب ذلك – أهمية حجاب المرأة وأثره ,وحكمه – خطورة انحراف المرأة وفسادها على الأمم – دور اليهود والنصارى في إفساد نساء المسلمين ووسائلهم في ذلك : 1- افتعال قضية لها 2- إفساد المجتمع (المجلات الماجنة ,الصحف) 3- دعوى تقييد المرأة 4- تشويه البيت ومكانته 5- شبهات حول الحجاب – خطورة هذه الدعوة ووجوب الانتباه لها

الخطبة الأولى


أما بعد:

فيا أيها الاخوة الكرام، مر معنا في خطبة ماضية حديث عن تكريم الإسلام للمرأة، كيف أنها عاشت تتفيأ نعمة الله عليها بالإسلام فغدت مصونة مكرمة، وأمست جبال الخوف أمنا، ولباس الذل عزا، فأصبحت المرأة في الإسلام لها وزنها وكيانها، إنها لم تكتف بتربية أولادها وحفظ زوجها، بل أصبحت تحمل هم الإسلام وتشارك في نصرة الإسلام والمسلمين، ووقودا يحمل الرجال إلى المعالي، ومساهمة في صناعة الحياة والمجد لأمتها، هذا البطل عبد الله بن الزبير يقاتله الحجاج في المسجد الحرام وينصب المجانيق على الكعبة، ويتساقط أنصار عبد الله بن الزبير واحدا تلو الآخر، ويقل عددهم، فيشعر بحرج في موقفه، ويلفت يمينا ويساراً فلا يجد من أعوانه أحدا، فينطلق إلى أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق ويقول: (يا أماه خذلني الناس حتى أهلي وولدي، ولم يبق معي إلا اليسير، ومن لا دفع له أكثر من صبر ساعة من النهار، وقد أعطاني القوم ما أردت من الدنيا، فما رأيك). استمع إلى إجابة هذه الأم العظيمة: (الله الله يا بني، إن كنت تعلم أنك على حق تدعو إليه فامضي عليه، ولا تمكن من رقبتك غلمان بني أمية فليعبوا بك، وإن كنت أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك ومن معك، وإن قلت إني كنت على حق فلما وهن أصحابي ضعفت نيتي فليس هذا فعل الأحرار ولا من فيه خير، كم خلودك في الدنيا؟ القتل أحسن ما يقع بك يا ابن الزبير، والله لضربة بالسيف في عزّ أحب إلي من ضربة بالسوط في ذل)، فقال يا أماه أخاف إن قتلني أهل الشام أن يمثلوا بي ويصلبوني، قالت: (يا بني إن الشاة لا يضرها السلخ بعد الذبح، فامض على بصيرتك واستعن بالله)؟

ومن النماذج المشرفة التي صنعها الإسلام، أن رجلا قام ذات يوم خطيبا في الناس يدعوهم إلى الإنفاق في سبيل الله لتجهيز المجاهدين، فتوافد عليه الناس وحتى النساء منهن من قدمت مالا ومنهن من قدمت حلياً، حتى جاءته امرأته فوضعت ضفيرتها، فقال ما هذا، قالت لم أجد ما أدفعه إليك إلا هذه الضفيرة، فاجعلها حبلا لفرس في سبيل الله. والنماذج كثيرة والمواقف لا تعد.

أيها الاخوة الكرام، إن الاستجابة لله وللرسول واعتصام المرأة بحيائها وحجابها وقرارها، هو الذي صنع منهن ما صنع.

أيها المؤمنون بالله واليوم الآخر، إن حجاب المرأة ـ أعني ستر وجهها كاملا وبدنها ـ وسامُ عزتها، وعنوان عفتها، ومظهر لصلاحها، يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لاِزْوٰجِكَ وَبَنَـٰتِكَ وَنِسَاء ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً لقد كانت هذه الآية حصنا حصينا للمرأة من الأعين الجائعة، والقلوب المريضة، إن التزام المرأة بالحجاب هو عبادة تتقرب بها المسلمة إلى ربها، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ. فليس الحجاب وستر الوجه عادة اجتماعية توارثها المجتمع كما يقوله بعض الناس، بل هو عبادة وأمر شرعي واجب الاتباع.

إن الحجاب الذي يستر المرأة هو عنوان عفتها فلا تتسابق النظرات إليها، ولا تواجه أذى الفساق، لأنها حفظت أوامر الله فحفظها، أما النساء العجائز اللاتي لم يبق فهن موضع فتنة في كشف الوجه والكفين، فقد قال ـ تعالى ـ: وَٱلْقَوَاعِدُ مِنَ ٱلنّسَاء ٱلَّلَـٰتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرّجَـٰتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ فإذا كان الحجاب عفة للكبيرات في السن اللواتي لا مطمع فيهن، فكيف بالشابات، كما أن الحجاب طهارة للمرأة المحجبة وطهارة لقلب الرجل، قال ـ تعالى ـ: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَـٰعاً فَٱسْـئَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ. فوصف الله ـ سبحانه ـ الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات، لأن العين إذا لم تر لم يشتهِ القلب، أما إذا رأت العين فقد يشتهي القلب وقد لا يشتهي. ومن هنا كان القلب عن عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة حينئذ أظهر. المرأة المحجبة تجدها من أكثر النساء حياء والحياء من الإيمان، قال : ((الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر))[1] كما أن حجاب المرأة يدل على الرجل زوجا كان أو أبا أو أخا، فالحجاب يتناسب مع الغيرة التي جبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى أهله.

لقد أوجب الله على المرأة أن تغطي وجهها وأن تستتر وتحفظ نفسها، ومن الأدلة على ذلك قوله ـ تعالى ـ: وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّفأمر الله المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج، ولا سبيل إلى ذلك إلا بستر الوجه عن الرجال الأجانب، كما أن في الآية وجوب ستر النحر بالخمار، فإذا كان ستر النحر واجبا فوجوب ستر الوجه أولى، لأنه موضع الجمال والفتنة، ومن الأدلة أيضا ما ثبت في الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان رسول الله يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الناس[2].

ففيه دلالة على أن الحجاب والتستر كان من العبادات التي يمتثلها نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها على الله ـ عز وجل ـ.

ومن الأدلة أيضا أن النبي قال: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء بذولهن، قال: يرخينه شبرا، قالت: إذن تنكشف أقدامهن، قال: يرخين ذراعا لا يزدن عليه))[3]، ففي هذا الحديث دليل على وجوب ستر المرأة، والقدم أقل فتنة من الوجه والكفين بلا ريب، فوجوب تغطية ما هو أكثر فتنة من القدم كالوجه أولى.

ومن أدلة الوجوب أيضا حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول ، فإذا حاذونا سكت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها فإذا جاوزونا كشفنا[4].

ومعلوم أن كشف الوجه للمرأة المحرمة واجب، لكن لما كان الركبان ،وهم أجابن يحاذون الصحابيات، كان تغطية الوجه واجبا، فلولا الاحتجاب وتغطية الوجه عند الأجانب لما ساغ ترك الواجب من كشف الوجه حال الإحرام.

أختـاه يا أمـة الإلـه تحشمـي لا ترفعي عنكِ الخمـار فتندمي

لا تعرضي عن هدي ربكِ ساعة عَضي عليه مدى الحياة لتغنمي

ما كـان ربكِ جائـرا في شرعه فاستمسكي بعراه حتـى تسلمي

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم...



[1] صحيح، أخرجه الطبراني في الأوسط (8309) وقال: لم يروِ هذا الحديث عن عكرمة إلا مسلم بن بشير، تفرد به السمتي، والحاكم في المستدرك: كتاب الإيمان (1/22)، وصححه، قال الهيثمي في المجمع (1/92): وفيه يوسف بن خالد السمتي كذاب خبيث، قلت: وهو ليس في إسناد الحاكم قال المناوي في فيض القدير (3/426): قال الحافظ العراقي: حديث صحيح غريب، إلا أنه قد اختُلف على جرير بن حازم في رفعه ووقفه. وصححه أيضاً الألباني في صحيح الجامع (3195).

[2] صحيح، أخرجه البخاري: كتاب مواقيت الصلاة – باب وقت الفجر (578)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة – باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها... (645).

[3] صحيح، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه: كتاب الجامع – باب إسبال الإزار (19984)، وإسناده صحيح، وأخرجه الترمذي: كتاب اللباس – باب ما جاء في جر ذيول النساء، حديث (1731)، والنسائي: كتاب الزينة – باب ذيول النساء، حديث (5336)، ذكره الحافظ في الفتح (10/259) وقوّاه، وقال المناوي في فيض القدير (6/113): إسناده صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1415).

[4] ضعيف، أخرجه أحمد (6/30)، وأبو داود: كتاب المناسك – باب في المحرقة تغطي وجهها، حديث (1833)، وابن ماجه: كتاب المناسك – باب المحرمة تسدل الثوب على وجهها، حديث (2935)، قال المنذري في مختصر أبي داود (2/354): وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وقد تكلم فيه غير واحد، وأخرج له مسلم في جماعة، غير محتج به. قلت: قال الحافظ في يزيد هذا: ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقّن، وكان شيعياً، التقريب (7768)، وانظر إرواء الغليل للألباني (1024).


الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وآله وصحبه أجمعين.

وبعد:

تعددت يا بنـي قومـي مصائبنـا فأقفلت بابنا المفتوح إقفـالا

كنا نعالـج جرحـا واحـدا فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

أيها الاخوة الكرام، لقد أدرك الأعداء أن المرأة حصن عظيم ومهم في الأمة المسلمة، وأن هذا الحصن قد ظل قرونا يحافظ على قوة المجتمع المسلم وصلابته، واهتدوا بهدى الشيطان إلى أنه متى استولوا على هذا الحصن العظيم وأصبح بأيديهم، حينئذ كَبِر على المجتمع أربعا.

لقد استفاد الأعداء مما حل بالحضارتين اليونانية والرومانية من انهيار بسبب فساد المرأة، لقد كانت المرأة في أول حضارتهم مصونة محتشمة تدبر المنزل تشغل الصوف، فاستطاعوا أن يفتحوا الفتوح ويوطدوا أركان إمبراطوريتهم العظيمة، فلما تبرجت المرأة وأصبحت ترتاد المنتديات والمجالس العامة وهي في أتم زينة وأبهى حلة، فسدت أخلاق الرجال، وضعفت ملكتهم الحربية، فانهارت حضارتهم انهيارا مريعا، نعم سقطت الإمبراطوريتان العظميان في ذلك الزمان، ولا بد أن تسقط الأمة الإسلامية سقوطا لا قيام بعده، هذا هو الهدف الاستراتيجي الذي يسعى إليه أعداء الأمة المسلمة، جاء في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون: (لقد كنا أول من صاح في الشعب بما مضى بالحرية والإخاء والمساواة، تلك الكلمات التي راح الجهلة في أنحاء المعمورة يرددونها بعد ذلك دون تفكير أو وعي، وكانت هذه الكلمات في ذلك الوقت، شيء إلى الرخاء السائد لدى المسيحيين وتحطم سلمهم وعزيمتهم ووحدتهم، عاملة بذلك على تقويض دعائم الدولة).

أيها الاخوة الكرام، إن أعداء المرأة المسلمة هم اليهود والنصارى، وأتباعهم من المنافقين والعلمانيين والنفعيين، وبالطبع فإن حملة لواء إفساد المرأة المسلمة وإخراجها من بيتها لا يمكن أن يدعو إليه إلا أبناء المسلمين الذين جعلوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، إنهم دعاة إلى أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب.

أيها المؤمنون، لقد تم نزع حجاب المرأة المسلمة إثر مخطط محكم ومدروس وفي ظل غفلة الأمة، تم نزع الحجاب في مصر والجزائر وأفغانستان وتركيا وغيرها، وسيناريو ـ أو قل ـ مسرحية نزع حجاب المرأة المسلمة واحدة وإن اختلفت الأسماء والأدوار.

وإليك أخي الحبيب، هذا المخطط الإفسادي لنكون جميعا على حذر، ولكي لا يخدعنا أعداء المسلمين من المنافقين والعلمانيين.

أولا: افتعال قضية، فالناس لا يتحركون بغير قضية تزعجهم وتقض مضاجعهم، ومن هنا يحرص المنافقون أن يوحوا للناس أن للمرأة قضية تحتاج إلى نقاش، ثم يستدعون الأنصار لها والمدافعين عنها، فيكثرون الحديث في وسائل الإعلام المختلفة بأن المرأة تعاني ما تعاني وأنها مظلومة وشقٌ معطل ورئة مهملة، ولا تنال حقوقها كاملة، وأن الرجل قد استأثر بكل شيء، وهكذا يشعروا الناس عن طريق الإعلام أن هناك قضية للمرأة، وإذا سئلوا عن الحل قالوا هل سيكون إقامة دعوى ضد الرجل أم ماذا؟ قالوا: لا، الحل في نزع الحجاب، لأنه هو السبب الذي جعل المرأة مظلومة والحق أن المرأة لا تعيش (في مجتمعنا) أي مشكلة، وعلاج مشاكل المرأة تكون بدعوة الرجال والنساء والكبار والصغار إلى تقوى الله، فأي أمة تتقي الله وتخافه، ـ واللهِ ـ لتعيشن السعادة في الدنيا والآخرة.

ثانيا: الإجهاض على مناعة المجتمع ضد الفساد حتى يصبح فاقدا الغَيْرة على دينه والحمية لعقيدته. ومن وسائل إضعاف المناعة ما يلي:

أ‌. المجلات الماجنة والصحف، فتظهر المرأة بالصورة الفاضحة والمنظر المخزي، ولست أدري كيف تصادر البضائع الفاسدة، ولا تصادر هذه المجلات التي تفسد قلوب وعقول الناس.

ب‌. والوسيلة الثانية: نشر الفكر المنحرف من خلال الأعمدة الصحفية أو المقابلات، حتى يعتاد الناس على سماعه مرة هنا ومرة هناك.

ثالثا: المطالبة بحرية المرأة، وأن المرأة مقيدة وأنها عبد يجب تحريره فيظهر الديوثون على أعراض أمتهم على أنهم منقذون رحماء. جاء في البروتوكول الرابع: (إن لفظة الحرية تجعل المجتمع في صراع مع جميع القوى، بل مع قوة الطبيعة وقوة الله نفسها).

رابعا: يصورون البيت ومهمة الأمومة والحضانة وقوامة الرجل بصورة بشعة، فالبيت ـ عندهم ـ سجن مؤبد، والزوج سجان قاهر، والقوامة سيف مصلت، والأمومة تكاثر رعوي، حتى تحدث هذه الدعاية ردة فعل سلبي تجاه هذه الأمور.

وأخيرا: يقولون إن العفة سلوك ينبع من النفس الطاهرة، وهذا يعني عند هؤلاء أن المرأة الراقصة مادامت نفسها طاهرة فهي عفيفة، أما المحجبة فلو كانت نفسها غير طاهرة فليست بعفيفة، هكذا يقلبون الموازين رأسا على عقب.

أيها الأحبة الكرام، هل تعلمون ما نتائج هذه الدعوة؟ إنهم يدعون إلى استجلاب غضب الله ـ تعالى ـ على المجتمع ونزول العقوبة به: وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ.

وإذا نزلت العقوبة فمن ذا يدفعها؟ ومن ذا يردها؟

ويدعون إلى إفساد أخلاق أبنائنا وبناتنا، ودفعهم إلى الفواحش المرحمة بأنواعها يدعوننا إلى تحطيم الروابط الأسرية وانعدام الثقة بين أفرادها وتفشي الطلاق إنهم يدعون إلى انتشار الأمراض الفتاكة قال : ((لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا))[1]. نعم لقد حرص المنافقون والعلمانيون على إفساد المرأة باسم التحرير، وإذا نزل بنا البلاء وتقطعت منا الأشلاء فلن ينفعنا تباكي أعداء المجتمع على المرأة.

يريدون هدم صروح الفضيلة، يريدون هدم المعاني الجميلة، يريدون وأدك والنفس حية، أنا لست أقبل هذا الهراء، وهذا العداء، فهيا اخرصوا أيها الأدعياء، فأنتم دعاة الهوة والرذيلة. لقد جرب اغرب ما تدعون، فهاهم لما زرعوا يحصدون حصاد الهشيم، ترى البنت تخرج من بيتها، قبيل البلوغ، فترجع تحمل في بطنها نتاج اللقاح، فنجهضه لتعيد اللقاء وتدعه ليلاقي أبناء أعباء الحياة وحده فتلقيه في ملجأ أو حضانة، فيبحث عن أمه أو أبيه، لكي يطعموه لكي يرحموه لكي يمنحوه الحنان الكبير لكي يرضعوه، فينأ يحمل حقدا دفينا لكل الوجود. أهذين الحقوق كما تزعمون؟ فأُفٍّ لكم ولما تدعون.

ألا صلوا وسلموا...
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى