ShRoOoq

Very Excellent

بسم الله الرحمن الرحيم
عورة الرجل بالنسبة للرجل
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ماعلمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون... بدأنا في الدرس الماضي، في موضوعٍ، أظن أننا في حاجةٍ ماسةٍ إليه، ولا أنطلق في اختيار الموضوعات إلا من الواقع، حينما أرى عدم انضباط في موضوعٍ، جاء به حكمٌ شرعيٌ واحد، أجد نفسي مضطراً أن أبين الحكم الشرع في هذا الموضوع.
بادئ ذي بدء، يمكن أن نقول: إن من لوازم المؤمن، المؤمن له صفات كثيرة لكن في صفات أساسية، قلت لكم في درس سابق: إن من صفات المؤمن الأساسية، أن حياته مبنية على العطاء، بينما حياة غير المؤمن، مبنية على الأخذ، وهناك مشعرٌ دقيق ما الذي يسعدك أن تعطي، أم أن تأخذ ؟ إن كان الذي يسعدك أن تعطي، فأنت من أهل الآخرة وإن كان يسعدك أن تأخذ، فأنت من أهل الدنيا، لذلك أهل الإيمان، أهل الله، الذين ينتظرهم عطاءٌ كبير في الآخرة، يسعدهم العطاء، بنوا حياتهم على العطاء، لا على الأخذ، لذلك كان الأنبياء، في هذا الموضوع قمماً، كانوا قمماً، أعطوا ولم يأخذوا، أعطوا كل شيء حياتهم كلها عطاء بعطاء.
من لوازم المؤمن، من سماته الأساسية، التستُر، بينما غير المؤمن، التعري سمة أساسية، في بيته، في عمله، في لهوه، في مناسباته ، في نزهاته، حياة المؤمن حتى في بيته، حتى في شرفاته، غير المؤمن متبذِّل، لا يبالي، ما ظهر من أعضائه، لذلك كان موضوع العورة، موضوعاً دقيقاً جداً، إذن يجب أن يبقى في ذهنكم، أن من صفات المؤمن الأساسية، التستُر.
لكن قد يسأل سائل، يعني، ما حكمة ذلك ؟ قبل أن أخوض في الحكمة، لي تعليقٌ دقيقٌ جداً، أنت كلما أردت أن تقدم على تنفيذ أمر لله عزَّ وجل، إن سألت عن الحكمة ما الذي يحصل، أن المؤمن، يستوي مع غير المؤمن، المؤمن الصادق، إذا ثبت له، إن هذا أمر الله عزَّ وجل، وأن هذا أمر نبيه، بادر إلى التطبيق، من دون أن يسأل عن الحكمة لكن الله جلَّ جلاله، يكرمه بعد التطبيق، وبعد الانصياع للأمر، بكشف الحكمة.
نحن في حياتنا دائماً، يوجد شخص أعلم منا، وشخص في مستوانا، وشخص أدنى منا، لا يسأل عن الحكمة إلا المساوي، فإذا أمرت من هو أدنى منك بأمر، أنت لست مطالباً أن تبيِّن له الحكمة، وإذا أمرت بأمر، أنت لا تستطيع أن تسأله عن الحكمة، لكن إذا قال لك زميلك، الذي من سنك، وفي مستواك، وفي مرتبتك، أو شريكك في العمل: افعل. تقول له: لماذا ؟ كلمة لماذا، من يقولها، المساوي، أما الأدنى، ليس من حقه أن يسأل هذا السؤال، عليك أن تنفِّذ فقط، ومع ذلك فالله جلَّ جلاله في آيات كثيرة، تحبباً إلينا وتكريماً لنا، ورفعاً لشأننا، أعطانا الأمر مع حكمته، أعطى الأمر مع حكمته.
إذن أنا كمؤمن، مهمتي أن أتحقق من أمر الله عزَّ وجل، فإن ثبت لي أن هذا أمر الله بنص الكتاب، وبنص السنة، ما علي إلا أن أبادر إلى التطبيق، أما إن سألت عن الحكمة، فهذا من قبيل أنني إذا عرفت الحكمة، ربما نقلت هذا الأمر للناس، فاستطعت أن أقنعهم بتطبيق هذا الشرع، لا من باب إنني لا أطبِّق حتى أعرف الحكمة، هذا ليس وارداً إطلاقاً.
لكن أحياناً وهذا من باب التمثيل، أحياناً الأب، في ذهنه أشياء كثيرة، لما ينتظر ابنه في المستقبل، يقول له: يا بني أدرس، ابنه صغير في الصف الابتدائي، في الصف الخامس، كيف سيقنعه أن الحياة سوف تكون معقدة جداً، ولا مكان إلا للمتعلم، والمتعلم يملك رأس مال ثابت، هناك تعليلات كثيرة، قد لا يملك فهمها هذا الطفل، لذلك قد يعطيه حكمةً في مستوى سنه، يقول له يا بني أدرس، فإن درست، فلك مني جائزة، هو الأب في ذهنه أهداف كبيرة جداً وبعيدة جداً، يريد من ابنه أن يكون إنساناً متميزاً، متفوقاً، متكيفاً مع الحياة في مستقبلها.
فنحن قبل أن نبحث عن الحكمة، الحكمة إن سألتها تأدباً، من أجل أن تعلم الآخرين لا مانع، لكن ليس من حقك كمؤمن جاءك أمرٌ من خالقك، أن تعلِّق التطبيق على الحكمة، هذا ليس من صفات المؤمن، وأن فعلت هذا، استوى المؤمن وغير المؤمن.
الشيء الثاني، هذا الشيء قادني إلى مثل، ضربته من فترة طويلة، إنه إذا أنت عندك محطة وقود، ويوجد فيه مكان لإعلان، كم إعلان ممكن أن تعلن بهذا المكان، ويوجد عندك فراغ أبيض في مدخل المحطة، يصلح لإعلان، أو لتنبيه، أو لتحذير، ممكن أن تقول: يرجى أن تقف بالدور، ممكن، ممكن أن تقول: حافظ على نظافة المحطة، لكن يجب أن تنتقي أخطر شيء في هذه المحطة، أطفيء المحرِّك، إذا كان في بخار بنزين، أو ممنوع التدخين مثلاً، تختار إعلان مصيري، ممكن تكتب مئة إعلان، لا يقدِّم ولا يؤخر.
فأنت يجب أن تؤمن أن الشيء إذا ذكره الله في القرآن، فهو خطيرٌ جداً، القرآن سكت عن مليون قضية، القرآن سكت عن مئة مليون قضية، الموضوعات التي عالجها التي بيَّن فيها حُكماً، التي أمر فيها أو نهى فيها، يجب أن تؤمن إن هذه موضوعات خطيرة بل هي موضوعاتٌ مصيرية، بل ممكن أن يهلك الإنسان إذا خالفها، كما أنه من الممكن أن أكتب في هذا المكان، ألف إعلان وإعلان، وألف تنبيه وتنبيه، وألف تحذير وتحذير، لكن أخطر تحذير، أن هذه المحطة لو جاءتها شرارة، لالتهبت كلها، إذن ممنوع التدخين أطفيء المحرك، هذا إعلان مصيري.
إذن أنت أمام شرع، في أمر، وفي نهي، وفي سنة، وفي شيء سكت عنه الشرع.
الذي أمر به، تتوقف عليه سعادتك، والذي نهى عنه أساسه الهلاك، هذا الإيمان الذي أمر به تتوقف عليه سعادتك، والذي نهى عنه طريق الهلاك، في الدنيا والآخرة والذي جاء به النبي، من سنةٍ عليه الصلاة والسلام، هذا من قبيل، يعني تكميل الفرض، والذي نهى عنه النبي، بمستوى الكراهية، هذا من قبيل الابتعاد عن المحرَّم، أما الذي سكت عنه الشرع، ففي الذي سكت عنه الشرع، حكمةٌ بالغةٌ بالغة لا تقل عن حكمة الذي أمر به أو نهى عنه.
النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث صحية، نهانا عن كشف العورة، والقرآن الكريم، في آيات كثيرة جداً.
إذن ربما كان كشف العورة طريقاً إلى الزنا، وربما كان الزنا طريقا للبعد عن الله عزَّ وجل، وربما كان البعد عن الله عزَّ وجل هلاكٌ محققٌ للإنسان.
إذن لما القرآن الكريم، يشير بآيات كثيرة، ذكرتها في الدرس الماضي، إلى وجوب ستر العورة، فهذا شيء مهلك، كشف العورة مهلكاً، وإذا أردت على هذا برهاناً الذي يجري في مجتمعات أهل الدنيا، في المسابح، في سواحل البحر، في المتنزهات، في الفنادق، في الحفلات، في المناسبات التي يخرج بها الإنسان عن حدود الانضباط، ماذا يجري هناك ؟
يعني أنا أعرف، أخ كريم ذكر لي، أسرتان، ذهبتا إلى الساحل، نزهة في الصيف، يبدو من تكشُّف النساء أمام رجالٍ، لا يحل لهم أن يرونهم، عادت الأسرتان إلى الشام، أحد الأزواج طلَّق زوجته، وتزوج التي كانت معه في النزهة، وعندها سبعة أولاد هذا كشف العورة، فليست قضية سهلة، الدين كله عورات ووضوء، وحيض، ونفاس يا أخي، هذا الدين، الدين يعالج أخطر قضية.
يجب أن تؤمن أيها الأخ الكريم، أن أوامر الشرع، ليست حداً لحريتك، ولكنها ضماناتٌ لسلامتك، تماماً، كما لو كنت في حقل، ورأيت لوحةً، بلونٍ صارخ، ممنوع الاقتراب، حقل ألغام، هل تشعر بحقد على من وضع هذه اللوحة ؟ لا والله، أشعر بامتنان هل هذه اللوحة تحد من حريتي ؟ لا والله، تضمن لي سلامتي.
إن فهمت النواهي في الدين، كهذه اللوحة، فأنت مؤمن، أنت فقيه صرت، أما إن رأيت أوامر الدين ونواهيه، عبء، يا أخي الدين ثقيل، الإنسان من دون تدين، يقول لك: أريح، يتحرَّك حركة طبيعية، هذه حرام، وهذه حرام، وهنا غض بصرك، وهنا ممنوع أن تمشي، طبعاً هذا ضيق الأفق.
لما حينما نرى، أن كلام الله عزَّ وجل، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، تشير إلى موضوع، يجب أن تؤمن بادئ ذي بدء، أن هذا الموضوع خطير، أن هذا الموضوع يمكن أن ينتهي، إلى هلاك.
لا أريد أن أذكر لكم، قصص تناهت إلى سمعي، بحكم عمل في الدعوة إلى الله لا تصدق، يعني مثلاً، مثل بسيط أذكره لكم، إنسان ساكن في الشام، بحكم عمله، له أخيين، من خارج دمشق، فسكنا معه ليدرسا في دمشق، طبعاً في بالبيت زوجة أخيهما يقول أحد هذين الأخيين الزائرين، لأستاذٍ له، هو زميلٌ لي، قال له: يا أستاذ لأخي أولادٌ ثلاثة، منه ولد، ومني ولد، ومن أخي الثاني ولد.
إذا واحد يريد أن يقول: لا تعقدوها، لا تدققوا، هذا الشرع، أنا عندي مثل هذه القصة مئات، كل شيء الله حرمه، كل شيء الله نهى عنه، معناها في أخطار كبيرة جداً ولا أريد أن أدخل في تفاصيل، لا يليق بهذا المجلس أن تذكر، لكن الشيء الذي حرَّمه الله يجب أن تعلم، أن الذي حرم، هو الخالق، أن الذي حرم، هو الصنع، أن الذي حرم هو الخبير، قال تعالى:
﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)﴾
( سورة فاطر )
فيجب أن تؤمن أن أكثر حالات الانحراف، والزنا، وما شاكل الزنا، من انحرافاتٍ خلقية، أساسها كشف العورات، أساسها التبذل، أساسها عدم التقيُّد بالشرع.
عظمة هذا الذين أنه إحطات من أول الطريق، الصخرة وضعها في مكانٍ أمين لكن بعد أن تنطلق في المنحدر، ليبقى هذا المثل في ذهنك، بعد أن تنطلق في المنحدر، لا بد من أن تصل إلى قاع الوادي، إذا تساهلنا في البدايات، نصل إلى النهايات.
إذن أول فكرة، المؤمن، من سماته الأساسية، التستر، في بيته، في شرفات بيته، في ثيابه في البيت، في ثيابه في النزهات، حتى إذا أراد أن يسبح له ثياب خاصة هذا مؤمن، من نوع ثياب السباحة، هذا مؤمن، هذا مؤمن يسبح يستر عورته.
فالتكشف، من صفات غير المؤمن، هو الحقيقة التكشف عودة للجاهلية، عودة إلى مستوى البهائم.
وإن من البهائم أشدَّ حياءً من الإنسان، معروف، إلا الخنزير طبعاً، يقول لك: فلان مخنزر، أي يشبه في أخلاقه أخلاق الخنزير.
الآن درسنا اليوم.. عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل، أولاً، تأكدوا إنك إذا طبقت السنّة في البدايات، ما وصلّت إلى مناطق خطرة أبداً، كل منطقة خطرة لها بداية الإسلام أغلق عليك الطريق منذ البداية، خلاص، الإنسان غير الدين، البدايات مفتوحة يجد الباب مفتوح يدخل فيه،، بعد هذا يجد الطريق، زلق، لا يتمكن أن يقف، إلى أن يصل إلى آخر الطريق، إذن الإسلام، أغلق الأخطار من بداياتها التي تبدو كأنها طبيعية، من هنا أغلقها.
عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل، قال: إما أن يكون الرجل قريباً كالأب، والابن والأخ، وابن الأخ، وابن الأخت، والعم، والخال، وغيرهم، هذه قربات، وإما أن يكون أجنبياً، ليس بقريب، على كلٍ موضوع العورة في هذا، يستوي فيه القريب وغير القريب ينظر الرجل، من الرجل، سواءٌ أكان قريباً، أو أجنبياً، ومن غلامٍ بلغ حدَّ الشهوة، بأن صار مراهقاً، سوى ما بين سرته إلى ما تحت الركبة، إن تيقَّن عدم الشهوة، وإلا فلا، هذا الحكم الأولاني، أي رجل لرجل، أب لابن، ابن لأب، أخ لأخ، أخ لأبن أخ، أخ لابن أخت، ابن أخت لعم، لخال، هذه هي القرابة، أو شخص غريب، غريبٌ، أو قريب، لا يحلُّ لك أن تنظر إلى رجلٍ مثلك، في ما دون السرة، وما فوق الركبة.
إذن السباحة، مع أناس يرتدون القصير، لو أنك ترتدي الطويل، في مخالفة شرعية، أنت ناظر، لو نظر إليك أحدٌ لا يرى منك شيئاً، أنت لابس طويل، لكن الذي يرتدي القصير، ما تفعل به ؟
النبي عليه الصلاة والسلام، فيما روي عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم:
(( ما فوق الركبتين من العورة، وما أسفل من السرتين من العورة ))
أدخل فرك لي ظهري الله يرضى عليك، ما في هذا التبذل، لو كان ابن لأبوه أو أب لأبنه، أو أخ لأخوه، لا يجوز أن يرى الرجل، من الرجل، ولو كان غلاماً بلغ حد الشهوة، أي بلغ، معنى بلغ بالمناسبة، يوجد عندنا حالتين، إما سناً، أو علامةً، السن خمسة عشر، لو أنه بلغ، يعني خرج منه ماء الرجال في الثانية عشر، فقد بلغ، أيهما أقل ؟ إما على أساس السن، أو على أساس العلامة، إذن من السرة، إلى ما تحت الركبة، من العورة، فالإنسان ينتبه.
حديث آخر، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( إن ما تحت السرة إلى الركبة من العورة ))
حديث ثالث:
(( ما بين السرة والركبة عورة ))
الفخذ من العورة، لذلك قال عليه الصلاة السلام:
(( عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تُبْرِزْ فَخِذَكَ وَلا تَنْظُرَنَّ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلا مَيِّتٍ ))
( سنن أبي داود: رقم " 2732 " )
هذا توجيه.
(( عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ عَلَى مَعْمَرٍ وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ، فَقَالَ: يَا مَعْمَرُ غَطِّ فَخِذَيْكَ فَإِنَّ الْفَخِذَيْنِ عَوْرَةٌ ))
( مسند أحمد: رقم " 21457 " )
مر عليه الصلاة والسلام برجل وفخذه مكشوفة، قال:
(( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ وَفَخِذُهُ خَارِجَةٌ فَقَالَ غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّ فَخِذَ الرَّجُلِ مِنْ عَوْرَتِهِ ))
( مسند أحمد: رقم " 2363 " )
ثلاث أحاديث، وثلاثة، ما بين السرة إلى الركبة عورة، حديثٌ رابع:
(( أَخْبَرَنِي ابْنُ جَرْهَدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ ))
( سنن الترمذي: رقم " 2720 " )
حديثًٌ خامس:
((الركبة من العورة ))
اليوم درسنا الرجل للرجل فقط.
هذا الموضوع يمس الحمام، مسبح، خلع الثياب أثناء ارتداء الثياب، الاغتسال في البيت، خارج البيت، في الرياضة، في الركض، في السباحة، لا تنظر، ولا تدع أحداً ينظر إليك، ولا تُطع أحداً في معصية ربك، هذا الطريق من أوله.
لكن، الطبيب وحده، له أن ينظر إلى مكانٍ محرمٍ إظهاره، والطبيب المسلم ينظر بالقدر الذي يُسْمَح.
طبعاً الركبة حرمة إظهارها، أخف من حرمة إظهار الفخذ، وحرمة الفخذ أقل من إظهار السوأتين، يعني أيضاً يوجد تدرُّج، لكن العورة من السرة وحتى السرة.
العلماء قالوا: كاشف الركبة ينكر عليه برفق، وكاشف الفخذ يعنَّف، وكاشف السوأة يؤدَّب، واحد يلفت نظره برفق، والثاني يُعَنَّف، والثالث، يؤدَّب، يعني قد يضرب.
وما يباح النظر إليه يباح مسه، إذا واحد رجل أمسكته من يده، المكان الذي يباح النظر إليه، يباح مسه، والمكان الذي لا يباح النظر إليه، لا يباح مسه، لا فوق الثياب ولا تحت الثياب.
يكره تحريماً، للرجل أن يُمَكِّن رجلاً، من تنظيفه بالكيس والِّلف، ما بين سرته وركبته، يكره تحريماً، هذه أحكام الشرع في هذا الموضوع.
في قول للإمام مالك، يغني أحياناً، يحدث تعلُّق، بحكم دون أن يفقه الناس حقيقة الحكم، يعتقد بعضهم، أن الإمام مالك، أجاز النظر إلى الفخذ، حقيقة الأمر، أن الإمام مالك من بين العلماء، قسَّم العورة إلى عورة مغلَّظة، وعورة مخففة، ويرى الإمام مالك أنه من كشف عورته المغلَّظة، عليه أن يعيد الصلاة، والتي قبلها، يعني أية صلاةٍ صلاَّها وعورته المغلَّظة مكشوفة، عليه أن يعيدها، أما إذا كشف عورته المخففة، وهي الركبة وجزء من الفخذ، هذه يعيد الصلاة الوقتية فقط.
إذن الإمام مالك ما خرج عن إجماع العلماء، العلماء بأكملهم، وجميعهم، قالوا: أن الفخذ عورة، لكن الإمام مالك فصَّل، بين عورةٍ مغلظةٍ، وعورةٍ مخففة، العورة المغلظة لو كشفت، عليه أن يعيد كل صلاةٍ صلاَّها وقد كشف عورته المغلظة، طبعاً بالمناسبة كاشف العورة المغلظة، يستوي في كشفها إن كان عامداً، أو جاهلاً، أو ناسياً، عليه أن يعيد الصلاة كلَّها، إن كان جاهلاً، أو ناسياً، أو عامداً، في أحكام الفقه، سواء.
هذه الأحكام، الإنسان لما بتكون حياته، بهذه الانضباط، عايش في برّ الأمان عايش في راحة نفسية، أما إذا فتح على نفسه هذه الأبواب ربما ساقته إلى ما لا تحمد عقباه.
حكم النظر، يوجد عندنا نقطة دقيقة، إنه إذا كان في فتنة، أيُّ شيءٍ يجب ستره يعني نأخذ مئة شخص، التسعين شخص من المئة أسوياء، طبيعين، أما إذا كان في بالمئة عشرة شاذيين، لا ينبغي أن يرى من الرجل، لا ما بين السرة إلى الركبة، ولا فوق ولا تحت، إذا في إنسان مريض، شاذ، منحرف الأخلاق، تخشى معه الفتنة، كلُّ شيءٍ يصبح عورةً، في حالات، في أشخاص غير طبيعين، مثلُّ هؤلاء، هذه الأحكام ليست لهم، هذه الأحكام للأسوياء، أما إذا إنسان ممكن أن تحدث فتنة، إذا رأى رجل أو شاب مثلاً، إذا رأى ما فوق سرته، إن حصلت فتنة، فيجب أن نمنع هذا، بالمناسبة، إذن موضوعنا للأسوياء لعامة المؤمنين، أما أحياناً يكون بعصر من العصور، هذه النواحي هذه آخذة حيِّز كبير بحياة الناس، طبيعة الحياة الحديثة، طبيعة الإعلانات، طبيعة الطرقات، تعمل مشاعر استثنائية..........
..... يعني أهل الدنيا، أهل الكفر، والفجور، استخدموا المرأة في كلِّ شيء حتى في الإعلان عن أتفه البضاعات، علبة بوية، عليها صورة امرأة، هكذا، الإعلان عن كل شيء، أساسه المرأة، وكأنها سلعة، فلذلك في هذا العصر، عصر تيقُّظ الشهوات عصر الشهوات اليقظة، عصر الفتن، هذا العصر، من لوازمه، أن هذه النواحي تبرز، في حياة الإنسان، لذلك الفتنة الآن قائمة، كل شيء سمح به العلماء، في الأيام الطبيعية، مع الأشخاص الأسوياء، الآن في حرج، فلذلك موضوع الفتنة، موضوعٌ يلغي كلَّ هذه الأحكام ويجعلك تنظر نظرةٌ أخرى للأمور.
ما هي الفتنة، بعد الضبط ؟ لو أن إنسان عنده ابن، لو ابن صبيح الوجه، كيف أن الأب ينظر لابنه ؟ نظرة كلُّها براءة، كلُّها اطمئنان، أي إذا نظرت إلى وجهٍ صبيحٍ كنظرة الأب لابنه، هذا حال طبيعي، إلى وجه صبيٍ مثلاً، أو أمردٍ، أو غلامٍ، أما إذا تمنَّى الإنسان أن يلمسه، معنى ذلك في قضية شهوة، ففي هذه الحالة، ينبغي أن يأخذ الأمر أحكاماً أُخرى، ما دام في فتنة، الأشياء التي أبيحت، الأشياء المباحة، لا نقول المحرَّمات العورة، من السرة إلى الركبة، أما لو الإنسان، فرَّق بين الوجه الصبيح، وغير الصبيح وضع طبيعي، أما لو تحرَّك القلب، وتحرَّكت الشهوة، وصار في رغبة، عندئذٍ هذه هي الفتنة، عندئذٍ لا يجوز لا أن تنظر، ولا أن تستمع، ولا أن تمسك، ولا _أن تلمس إطلاقاً المقياس هذا.
أيام تنظر إلى وردة، أيام تنظر إلى لوحة فنية، منظر طبيعي، تستمتع بجماله هذا الحد الطبيعي، لكن جمال الإنسان، في له مشكلة أخرى، ليس كجمال وردة، ولا كجمال شجرة، ولا كجمال غزال مثلاً، الأشياء التي خلَّقها الله، هو الجميل، وخلق الجمال لكن الشهوة التي أودعها الله في الإنسان، لا يكتفي الإنسان، بالنظر إلى الجمال، بل يتحرك التحرك هو الفتنة، هو الفساد، هذا الذي قاله العلماء: عند أمن الفتنة.
لو فرضنا.. الآن نتكلم عن الرجل للرجل فقط، وجه صبيح، إذا نظرت إليه وكأنه ابنك، وضع طبيعي، أما إذا في مشكلة، هذا الذي نهى عنه الفقهاء فالحكم معروف.
وعدم الشهوة، كما جاء في التعريف الفقهي، أن لا يتحرك قلبه إلى شيء من ذلك، بمنزلة، من نظر إلى ابنه الصبيح الوجه، بالضبط، هذا هو المقياس.
أمْنُ ميل النفس، إلى القرب منه، أو المس له، إذا في أمن، عدم الرغبة بالقرب، أو المس، الوضع طبيعي، كما لو أنه ابنك، هذا حكم النظر إلى وجه، الرجل إذا كان شاباً.
يقول عليه الصلاة والسلام:
(( الإثم حوَّاز القلوب، وما من نظرةٍ إلا وللشيطان فيها مطمع ))
قد، أنا أسأل أحيان كثيرة عن عورة الصغير، العلماء قالوا: دون أربع سنوات عورته هي السوأة فقط، لكن بعد الأربع سنوات، تزداد العورة، في ما حول السوأتين، بعد العشر سنوات، تصبح له عورة، يجب غض البصر عنها، أما إذا بلغ، دخل في حكم الرجال، كما بينا قبل قليل.
في موضوع، أن الغلام، ينبغي أن يمنع من الدخول على النساء، متى ؟ الآية تقول:
﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾
( سورة النور: آية "31 " )
يعني الطفل، إذا دخل على النساء، ولا يفرِّق أبداً بين الحسناء، والدميمة، لا يعرف ما عندهن من فتنة، إذا كان في هذا المستوى، فهو دون سن البلوغ، أما إذا بدأ يفرِّق لا ينبغي أن يسمح له بالدخول على النساء.
المشكلة أن مع تقدم الحضارة المادية التي جاءتنا من الغرب، ومع هذه الأجهزة التي لا ترضي الله عزَّ وجل، والتي تعرض فيها النساء، كاسيات ، هذه تنمِّي عند الصغار، الميل الجنسي، تنميه، في وقت مبكر، لذلك ما يصح قبل مئة عام، لا يصح الآن هذا الطفل الصغير، الصغير، تظنه بريئاً، وهو ليس ببريء، وهو يفهم كالكبار، إذن الحكم الآن، يجب أن يأخذ منحىً آخر، أن الأحكام تدور مع الأزمان، ومع تغير البيئات والحالات، والعياذ بالله الآن الوضع، أي الوضع، البرامج الفنية، وأجهزة اللهو، في البيوت، هذا يسبب فتن كبيرة جداً، حتى أن الصغير، أصبح في إدراكه لهذه الموضوعات كالكبير، فلذلك الإنسان، كلما ابتعد عن هذه الملهيات، وكلما أزالها من بيته، كان في بحبوحةٍ، وفي طمأنينةٍ كبيرة، لأنه شيء فيه فساد ثابت.
والنّبي عليه الصلاة والسلام في حديثٍ صحيح يقول:
(( عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ ))
( صحيح البخاري: رقم " 4831 " )
فأخطر شيء القريبات، بحكم الاعتياد، والعلاقات الاجتماعية، هذه مرات أخي وهذه كنة عمي، هذه الكلمات هي، ينظر إليها، ويتحادث معها، ويتملىَّ من محاسنها، وقد يمازحها، وقد يقع الشيء الخطير، بحكم القرابة، والدخول، والخروج، والزيارات والطُمأنينة، الساذجة من الأهل، هذا كلُّه ينبغي أن يكون في حساب المؤمنين.
أقول لكم كلاماً: إذا اكتشف الرجل، في بيته مشكلة خطيرة، بين ابنته، وبين شاب، أو بين ابنه، وبين شابة، أي شيء لا يحتمل، لا تحتمل أعصابه هذا الخبر والمفرط أولى بالخسارة، وإذا كان، لا يعلم، المصيبة أكبر بكثير، مصيبة كبيرة جداً، فلذلك أخذ الاحتياط، هو الأحزم، الحزم سوء الظن، سوء الظن، عصمة، احترس من الناس بسوء الظن، الشرع، أقوى، والتقوى أقوى، يعني القضية، مخالفة للسنة، ابتعد عنها، ولو بدوت أمام الناس، الجهلاء، أن أنت متعصب، ومتزمت، يا أخي،" حلِّها برمة " ما هذا الدين، من أين جالبه ؟ هكذا يقول الناس.
لماذا قال عليه الصلاة والسلام أنه:
(( عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ وَإِذَا أَنْكَحَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ أَوْ أَجِيرَهُ فَلا يَنْظُرَنَّ إِلَى شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهِ فَإِنَّ مَا أَسْفَلَ مِنْ سُرَّتِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مِنْ عَوْرَتِهِ ))
( مسند الإمام أحمد: رقم " 6467 " )
لكي لا يقع الفساد، فرقوا بينهم في المضاجع، وماذا قال الله عزَّ وجل:
﴿ لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ﴾
( سورة النور: آية "58 " )
لماذا الإذن، قال:
(( إنها أمي يا رسول الله !! قال: أتحب أن تراها عُريانة ))
هو الموضوع في حرج قليلاً، والتفاصيل فيه محرجة، إلا أن الحق هكذا، أي أن نبقى، أيهما أشد عاراً، أن نخوض في هذه الموضوعات، أو أن نجهلها ؟ أن نجهلها أن نخوض فيها، هذا دين شرع، منهج، أما أن نجهلها، هذا أشد عاراً بالإنسان، أ أن يجهل حقيقيةً مصيريةً، خطيرةً في حياته، فلذلك الكلمة الشهيرة، التقوى أقوى، أقوى لعلاقاتك أقوى لمستقبلك، أقوى لطهارتك، أقوى لنزاهاتك، أقوى لعفتك، الله عزَّ وجل قال:
﴿ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾
( سورة الأحزاب: آية " 53 " )
غض البصر أطهر، غض البصر، الخلوة، مثلاً، التبذل، الآن أكثر الناس عندهم وهم، أنه هذه أختي، هذه أمي، هذه بنت أخي، هذه بنت أختي، هذه عمتي، هذه خالتي، هذه المحارم، لا يجوز، أن تراهُنَّ إلا بملابس الخدمة، وثياب الخدمة، كما نصَّ عليها الفقهاء، ثيابٌ تستر الصدر، والعضُد، وتحت الركبة، هذه هي ثياب الخدمة، أما إذا في ثياب فيها تبذل، ولو كان أختك، لو كان بنتك، ولو كان عمتك، ولو كان خالتك، ولو كان والدتك، ثياب التبذل هذه لا يجوز أن يراها المحارم، لكن نحن عندنا كله يجوز، كله عندنا عرب صابون، هذا لا يجوز، الزوجة لها حكم، والمحارم لهن حكم، أما زوجة الابن لا يجوز الخلوة بها، وزوجة الأب، لا يجوز الخلوة بها، هذا في الفقه الحنفي، وفي حاشية ابن عابدين، لا يجوز الخلوة بالصهرة الشابة.
وسمعت قصصاً كثيرة، عن حالاتٍ يُندى لها الجبين، بين الابن، وزوجة الأب وبين الأب وزوجة الابن.
الصنف الثالث، لا يجوز الخلوة بهن، أول الصنف، حكم خاص، الزوجة المحارم، لا يجوز أن تنظر إليهن إلا بثياب الخدمة، الثياب المتبذلة لا يجوز، الصنف الثالث، لا يجوز أن تخلو بهن هذا حكم الفقهاء، والسفر قالوا: خلوة، السفر خلوة.
وأي شيءٍ نهى الله عنه، هناك حالاتٌ كثيرةٌ جداً، والله سمعتها، وصلتني، وما زادتني إلا إيماناً بعظمة هذا الشرع، إنه كل مشكلة، أساسها مخالفة، وأجمل شيء بالحياة أن الإنسان يعيش عمر مديد، ما في عنده ببيته مشكلة أبداً، ما في انحراف، ما فقي قصة يستحي أن يسمعها، ما في قصة، يُصْعق لو سمعها، شيء صعب كثير، أن الإنسان يكتشف بوقت متأخر، أن في خلل ببيته، خلل، في ما بين أولاده، فيما ما بين أقاربه، هذا الشيء أساسه التقصير في تطبيق الشرع، كلُّ هذه المشكلات الخطيرة، التي تهُدُّ الإنسان هداً أساسها، تقصيرٌ في تطبيق الشرع، لأن النظرة، النظرة سهم مسموم من سهام إبليس طبعاً في عندك الناظر، والمنظور، أيام الخطأ من الناظر، وأيام الخطأ من المنظور، لو أن المنظور، كان متستراً، لو أنه كان ملتزماً، لو أنه طبَّق السنة، لما حدث شيء، مخالفة المنظور، وضعف الناظر، سببت هذه الفتنة الكبيرة.
إذن الموضوع بشكل مجمل، عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل، ومن الرجال من كان شاباً بلغ الحلم، ما بين السرة إلى الركبة، والركبة من العورة، أما إذا كان هناك فتنة لا يجوز، ما أبيح من قِبَل الفقهاء، كلّ أحكام الفقهاء، عند أمن الفتنة، فإن لم تؤمن، فلا ينبغي أن نسمح.
أحياناً، يقول لك: أخ وأخته، لكن لو شعر الأب، أنه هذا الابن له نظرات غير طبيعية، ودخل على أخته، في غرفتها، مرَّات عديدة، إذا شعر الأب، أو الأم شعرت هذا هناك حكم آخر صار، هناك حكم آخر، هذه الأحكام عند أمن الفتنة، عند الأشخاص الأسوياء، الأشخاص العاديين.
طبعاً الله عزَّ وجل، منح الأشخاص جمال، أما إذا رأيت شاباً وجهه صبوح وكأنه ابنك، وهذا شيء تعرفه أنت، عادي وضع طبيعي، أنت مع الأسوياء معنى ذلك، مع الأسوياء، مع الطبيعين، مع من تنطبق عليهم أحكام الشرع، أما إذا كان مع النظرة، في تحريك للقلب، أو في رغبة بالمس، هذه فتنة خطيرة جداً، عندئذٍ، حتى لو كان شاباً، هو عورةٌ من فرقه إلى قدمه، كما قال العلماء، الشاب الوسيم، إن لم تؤمن الفتنة، عورةٌ من فرقه إلى قدمه، أصبح عورة كالمرأة تماماً، أما إذا كان الإنسان سوي، والوضع طبيعي وما شعر بشيء، هذا وضع أيضاً طبيعي.
والإنسان كلَّما طبق هذه الأحكام، شعر بما يسمى بالطُهر، شعر بالعفة، وضمن أن حدثاً خطيراً لم يقع في بيته، وضمن أن هذا البيت نظيف بكلِّ ما في الكلمة من معنى فأرجوا الله جلَّ جلاله، بأن ننتفع بهذه الأحكام.
وردتني أوراق:
يقول أحد الإخوة الأكارم: أعمل في محل لبيع المرطبات، والمحل يعجُّ بالنساء ولكنني أبيعهن، ولا أنظر إليهن، ومعلمي، ينبهني، ويطلب إلي أن أنظر إليهن، فهل في وضعي هذا، خطأ ؟
هذا هو عين الصواب:
﴿ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)﴾
( سورة العلق )
هكذا قال الله عزَّ وجل، طبعاً غض البصر عن النساء، أثناء العمل، هذا عمل عظيم، وهذا في جهد كبير، وهذا الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام:
(( القابض على دينه كالقابض على الجمر أجره كأجر سبعين ))
لكن ما من غض بصرٍ عن امرأةٍ أجنبيةٍ، إلا عوَّضك الله، سعادةً، ولذةً تجد حلاوتها في قلبك إلى يوم تلقاه..
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ﴾
( سورة المعارج )
أي شيءٍ خلاف الذي ذكر، دخل في وراء ذلك:
﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)﴾
( سورة المعارج )
فالذي سألني هذا السؤال، جاءه الجواب:
﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)﴾
( سورة المعارج )
تطبيق عملي:
الرياضة، لا بدَّ لها من ثياب طويلة، وطبعاً مسموح، واحد عنده ابن، لا يأخذ له شورت، يأخذ له بذلة رياضة، بالمدرسة هذه هي السنة، السباحة، تحتاج إلى بنطال طويل، بالحمام، لا ينبغي أن نجمع الأولاد بالحمام، دفعةً واحدة، هذا خلاف السنة، أنتم خذوا تطبيقات لأنفسكم رأساً، أثناء خلع الثياب، ما في، كل إنسان بمفرده يخلع ثيابه، يخلع الابن أمام أبوه، والأب أمام ابنه، لا يجوز، علِّم الأولاد أن هذا الشيء، ممنوع، خلع الثياب، الحمام، السباحة، الرياضة، هذه كلُّها يجب أن تطبق، أنت ومن حولك، ومن يلوذ بك، ومن تليه، ومن تتولى أمره.
والحمد لله رب العالمين
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى