أسئلة الأعضاء

عضوية طرح الأسئلة

لعل من نافلة القول أن من أبسط ميزات الشخص الذي ينعت بالـ"كاتب" أن يكون متمكنا من المهارات اللغوية الأساسية التي تمكنه من ممارسة الكتابة بالقدر الذي يمثل حقيقة تفكيره وثقافته. في هذه النقطة، لا يختلف من تلقى تعليمه في الكتاتيب عمن يحمل شهادة الدكتوراة، فالنتيجة واحدة عندما يتعلق الامر بالممارسة اللغوية.



ندخل لموضوعنا من خلال دراسة"تلقّي حادثة العوامية في الصحافة المحلية". نجد أن مفردة "الولاء" هي القاسم المشترك الأكبر بين المقالات التي تناولت الحدث عبر التساؤل و/أو التشكيك في ولاء المواطنين الشيعة بشكل عام وأبناء العوامية بشكل خاص والمتورطين في قضية استخدام السلاح بشكل أخص؛ وتظل قضية الولاء لإيران مقابل الولاء للوطن هي القضية الأكثر حضورا في أكثر هذه المقالات. ولن نتكلم هنا عن رأي أصحاب الفضيلة اصحاب اللحى الذين يستندون إلى مفهوم الدولة الدينية والتي تستحضر فكر دولة المؤمنين/المكلّفين بدلا من دولة المواطنين، سنقف عند أصحاب اللحى المشذبة او الحليقة ممن ينعتون أنفسهم بالوطنيين او اللبراليين «رغم أني اتفق مع أستاذي الدكتور عبدالله الغذامي بأنه لا توجد ليبرالية في بلادنا».



بعد الطرح المتوالي لمفردة "الولاء" للوطن، نجد أنفسنا في حيرة حول المقصود بهذه المفردة فالولاء مشتقة من الولي وهو والمُحِبُّ، والصَّدِيقُ، والنَّصيرُ. «القاموس المحيط، مادة "ولى"». ولكنّ المحبة والصداقة والنصرة معان محسوسة لا يمكن اخضاعها لاختبار مادي أو تحصيلها بإقرار مكتوب فهي تتكون على أساس الاختيار والقناعة. وعليه فإن التساؤل حول ولاء شخص أو فئة معينة لكيان ما في مقال صغير هو ضرب من العبث، فما بالنا بادعاء التحليل والخروج بنتائج حول ولاء هذه الفئة او تلك للوطن!



أمر مثل هذا يحتاج إلى بحوث اجتماعية جادة لتخرج بنتائج مقاربة - وليست جازمة - للواقع المعاش. بالتالي فإنني ازعم بأن كتاب الصحافة المحلية لا يدركون المفهوم اللغوي لمفردة "الولاء”.



لقد استحضر الإخوة الكتّاب المفهوم الديني للولاء - المقابل للبراء - وزجوا به في مقالاتهم في سياق ثقافي لا يسمح بمساءلة المفاهيم الدينية وتحديد مصاديقها. بالتالي فإن تهمة الولاء لإيران تعني بالضرورة [تولي أصحاب عقيدة غير نقية مرفوضة من قبل أهل الحل والعقد من أهل السنة والجماعة].



لقد استحضر كتاب الصحافة المحلية الحقل الدلالي الديني وزجوا بمفردة "الولاء" فيه حتى يشرعنوا لأنفسهم مهاجمة طائفة كاملة باسم السلامة الوطنية. ولو صدر هذا من أصحاب التيار الديني لعذرناهم لكونهم ينطلقون من سياقهم وحقلهم الدلالي الذي يحدد مفهوم الولاء داخل إطار ضيق هو الدين بالمفهوم السلفي، وبالطبع فإن تحديد أي مفردة بحقل دلالي خاص بطائفة دينية محددة سيفقد المفردة الكثير من مصاديقها ويجعلها منحازة لصالح الفئة التي اتبعت سياقها.



المفردة التي تستحق النقاش في مثل هذا الحدث هي "الانتماء". وللأمانة فإن الكاتب السعودي الوحيد الذي سبق وان أشار للفرق بين مفهومي الولاء والا نتماء هومحمد الرطيان في مقاله فضحتنا يا «الحبيب «قبل أن تفضح نفسك! الصادر في تاريخ 25 - 6 - 2011 في صحيفة المدينة[1] أي قبل حادثة العوامية بأشهر. حينما رد على الدكتور طارق الحبيب الذي شكك - لجهله اللغوي غير المقصود - في ولاء سكان شمال وجنوب المملكة، يقول الرطيان: " الحقيقة أنك لا تُفرق بين " الولاء " و" الانتماء ".. ولا تعرف أن الولاء: واحد، والانتماءات: متعددة.. وتظن - في قرارة نفسك - أن من تكون انتماءاته مختلفة عنك فأن ولاءه مشكوك فيه! “.

H.MAHMOODGoogle إجابات-العلاقات الإنسانية-العالم العربي-الإسلام-الثقافة والأدب


أكثر...
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى