أسئلة الأعضاء

عضوية طرح الأسئلة

كُشف النقاب في تل أبيب يوم أمس عن أنّ مجموعة من الخبراء الأمنيين في الدولة العبريّة، أعدّوا دراسة معمقّة حول الرؤية الأمنيّة الإسرائيليّة، وتوصلوا إلى نتيجة أنّه يتحتّم على أقطاب دولة الاحتلال تغيير الرؤية الأمنيّة للدولة العبريّة، على وقع المتغيّرات التي عصفت وما زالت تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، وشدّدّ الخبراء، وهم من المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، على أنّ التغييرات يجب أنْ تحدث في المجال التكنولوجيّ، الحرب السايبيرية ومجال الفضاء.


وقال المحلل للشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، إنّ التوصيات التي عكف على إعدادها الخبراء سيتّم عرضها خلال مؤتمر هرتسليا الرابع عشر، الذي سيفتتح أعماله اليوم، بمشاركة رئيس الدولة شيمعون بيريس، ورئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال بيني غانتس، ووزير الأمن الجنرال في الاحتياط موشيه يعالون، بالإضافة إلى كوكبة من الاختصاصيين في المجال الأمنيّ والعسكريّ من إسرائيل ومن دول غربيّة. ولفت المحلل إلى أنّ رئيس طاقم الخبراء، البروفيسور أليكس مينتس، يعتقد أنّه آن الأوان لتغيير الرؤية الأمنيّة الإسرائيليّة التي وضعها في الخمسينيات من القرن الماضي، مَنْ يُطلقون عليه في الدولة العبريّة مؤسس إسرائيل، دافيد بن غوريون.



وأشار هارئيل إلى أنّ الرؤية الأمنيّة التي وضعها بن غوريون اعتمدت على ثلاث ركائز أساسيّة وهي: الردع، والردع والحسم، وأنّ عدم التناسب في القوّة العسكريّة بين إسرائيل وبين الدول العربيّة المجاورة، التي تُعتبر دول عدو، لا تُمكّن الدولة العبريّة من الانتصار على هذه الدول بشكل نهائيّ، وبالتالي، اعتقد بن غوريون، بأنّه يتحتّم على الدولة العبريّة أنْ تقوم بشنّ الحروب على الدول العربيّة وتُحرز الانتصارات في ميدان القتال، بهدف إقناع الدول المجاورة بأنّه لا مفر من الاعتراف بحقيقة وجودها في منطقة الشرق الأوسط، وفي العام 2006، بعد هزيمة الجيش الإسرائيليّ في حرب لبنان الثانية أمام مقاتلي حزب الله اللبنانيّ، قررت لجنة برئاسة الوزير السابق، دان مريدور، إضافة عامل رابع لنظرية بن غوريون وهو عامل الدفاع عن النفس.



وساق المحلل قائلاً إنّ الوثيقة، التي سيتّم عرضها في مؤتمر هرتسليا يقترح طاقم الخبراء على صنّاع القرار في تل أبيب أربعة عوامل جديدة في الرؤية الأمنيّة الإسرائيليّة وهي: منع الحروب والضربات وإحباطها، عقد أحلاف إقليميّة، وفي ما يتعلّق بالعامل الأوّل، أضاف المحلل هارئيل، إنّه قائم عمليًا، وأن إسرائيل تقوم بتطبيقه على أرض الواقع، بهدف إحباط تهديدات ليست تقليديّة، منذ القضاء على الخبراء الألمان في مصر بسنوات الستين من القرن الماضي، مرورًا بالهجوم على المفاعل النوويّ العراقيّ في حزيران (يونيو) من العام 1981، وحتى توجيه الضربة العسكريّة في العام 2007 للمفاعل النوويّ السوريّ في دير الزور، والذي لم تتحمّل إسرائيل المسؤولية عنه، علاوة على الهجوم على قوافل نقل الأسلحة السوريّة إلى لبنان، والتي رفضت إسرائيل الإعلان عن أنّها قامت بتنفيذها.



قالت الصحيفة أيضًا إنّ معدّي الوثيقة شدّدّوا على أهمية العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدّة الأمريكيّة، باعتبارها الركيزة الأساسيّة في الرؤية الأمنيّة للدولة العبريّة، لافتين إلى أنّ هذه العلاقات هي بمثابة الذخر السياسيّ والعسكريّ الأهّم لإسرائيل في الحلبة الدوليّة، وبالتالي، أوصوا الخبراء بأنّ تعمل تل أبيب على توثيق العلاقة مع واشنطن أكثر ممّا هي عليه الآن. أمّا بالنسبة للأحلاف الإقليميّة، فأوصى الخبراء بتبنّي مبادرة السلام العربيّة لتكون أساسًا لحلف مع المملكة العربيّة السعوديّة ومع باقي دول الخليج، تطوير العلاقات مع دول شرق إفريقيا (إثيوبيا، كينيا، جنوب السودان وأوغندا)، بالإضافة إلى عقد أحلاف مع دول شرق البحر المتوسّط: اليونان، قبرص ودول أخرى في البلقان.



أمّا في ما يتعلّق بالعامل الرابع، فتقول الوثيقة إنّ الأحداث المتسارعة التي بدأت تعصف بالشرق الأوسط منذ العام 2010، وتحديدًا في تونس، والتي أدّت إلى تغيير الواقع في المنطقة، فإنّها تُلزم صنّاع القرار في تل أبيب على تطوير منظومات دراسة الأدوات لاتخاذ القرارات خلال فترة زمنيّة قصيرة، بهدف تقليص الأضرار، التي قد تلحق بها، على حدّ قولهم.



المصدر : رأي اليوم

H.MAHMOODGoogle إجابات-العلاقات الإنسانية-السعودية-العالم العربي-الإسلام


أكثر...
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى