سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

عدنان فرزات : القبس

• الزعم الدارج انه لا يوجد تدخل خارجي في سوريا، علما بأن المشهد هو تفريغ سوريا من أهلها ليتقاتل الخارج في الداخل بمشاركة الحياد نفسه!

أكثر عبارة تدعو للضحك المرير في هذه الايام هي عبارة «احتمال تدخل خارجي في سوريا»، وكأنه حتى الان لا يوجد تدخل خارجي في سوريا..!

للامانة، الصومال هي الوحيدة التي ظلت على الحياد، ومعها جزيرة «بورادو»، علما بانه لا وجود على الخريطة لهذه الجزيرة، ولكنها لو وجدت فهي لن تنأى بنفسها عن التدخل في الصراع الدائر في سوريا.

الوحيد الذي مارس سياسة النأي بالنفس بشكل حقيقي هو المطرب راغب علامة الذي قال في تغريدة له على تويتر: «أنا لا اسمح لنفسي بأن اعطي رأيي بأي نظام او ثورة او حرب عربية، وأنفي اي كلام سياسي باسمي صدر من اي موقع او صحيفة او صحافي»، واعتقد ان راغب علامة اخذ هذا الموقف بعد ما رآه من المطربة احلام بمناكفتها العصبية له في برنامج Arab Idol فقال لنفسه ــ ربما ــ اذا كانت احلام تفعل بي هكذا، فكيف لو وقعت بأيدي الانظمة؟!

اليوم سوريا لا قرار لها، سواء من النظام ام المعارضة، ربما باستثناء بعض الفصائل التي على الارض وقد وضعت قطنا وطنيا في آذانها كي لا تستمع الى اي وسوسات خارجية، اما ما عدا ذلك، فاصبحت سوريا اليوم بمنزلة بحيرة الامنيات التي يلقي فيها العشاق النقود من كل دول العالم، ويغمضون اعينهم ويتمنون، مع الفارق ان العشاق هنا يأخذون النقود من البحيرة. هذا ذكرني بمتسول كان يتخذ من احدى زوايا دمشق مركزا له، واكتشف احد الشباب النصابين بان هذا المتسول مدع، فهو يجلس بعد انتهاء دوام التسول في افخر المطاعم، ولكنه من باب الموقف السياسي، فإنه يرتدي قمصانه من مصنع المعارض رياض سيف ولا يستعمل الموبايلات نكاية برامي مخلوف، المهم ان هذا الشاب المكافح بعد ان اكتشف لعبة المتسول، اصبح يتربص به كل يوم وينتظره حتى تمتلئ «الطاسة» المعدنية التي امامه بالنقود، ثم يدنو منه مدعيا انه يريد مساعدته، ولكنه في الواقع كان يمد يده داخل «الطاسة» ليسحب منها النقود. هذا بالضبط ما يحصل اليوم من الدول التي تتدخل في سوريا باستثناء الصومال وجزيرة «بورادو». مع فرق ان «الطاسة» اياها.. ضاعت.

لذلك فإن ما يقومون به اليوم هو اعداد ساحة مثالية للاقتتال، من خلال تفريغ سوريا من شعبها بطريقتهم، القتل او التهجير، وهناك طريقة ثالثة وهي نكرزة المواطن حتى يهاجر هو بنفسه.

***

الأصل والصورة

• قبل يومين أطلق المعارض الحالي.. المؤيد السابق، عبدالحليم خدام تصريحات بركانية على طريقة الرفاق البعثيين وهم يرددون «الشعار قبل الاجتماع: وحدة حرية اشتراكية»، وذلك حول موقفه الصارم ضد النظام في سوريا.. والمستغرب ان وضع النظام حاليا لا يختلف عن الوضع الذي كان خدام مؤيدا له بل هو احد مؤسسيه، فما السبب المحير الذي جعله يا ترى يؤيد النسخة الاصلية ويرفض الــCopy..؟!

عدنان فرزات
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى