سوريا اليوم

مراسل صقور الأبداع من سوريا

يؤكد المعارض السوري كمال اللبواني أن الهدف من وراء القطب الديمقراطي الجديد هو جمع السوريين على هدف واحد، هو بناء مؤسسة سياسية تعددية، هدفها صون دستور يحمي الديمقراطية ويرعى قيامها في سوريا ما بعد بشار الأسد.

&#00لندن:بهية مارديني-ايلاف


عمل كمال اللبواني ضمن إطار الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة، إلا أنه لم يستمر بسبب هيمنة الاخوان المسلمين على الائتلاف. وكان من ضمن الأعضاء الذين جمدوا عضويتهم، لكنه لم ييأس من العمل السياسي بل انطلق لتأسيس كيان معارض قوي، ويعمل اليوم مع معارضين سوريين على تنظيم قطب ديمقراطي موحد.

واللبواني معتقل سابق ومعارض بارز، طالب أخيرًا بمحاكمة أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السابق، بتهمة إضعاف نفسية الأمة في زمن الحرب، عبر دعوته إلى الحوار مع النظام السوري والمناظرة مع بشار الاسد، من أجل تجديد جوازات سفر والافراج عن معتقلين. وعن هذا، يقول لـ”ايلاف”: “اننا نظام يقف بوجه مجرم قاتل، لم يُبقِ سلاحًا الا واستخدمه ضد شعبنا، فكيف نتحدث عن جدوى الحل السياسي وحتمية الحوار؟”.

الهدف هو الدستور

أشار اللبواني إلى أن الظروف استثنائية، والشعب السوري في حالة حرب، “فالنظام منذ اليوم الاول أعلن الحرب على شعبه، وأخشى ما أخشاه أن يهتز البعض لدى صدور مثل هذه التصريحات التي تدعو إلى الحوار وانهاء الثورة من دون شروط ولا أسس، وخصوصًا أنها تخرج من شخص مسؤول في الائتلاف الوطني، رغم أن النظام يؤكد كل يوم أنه لا يريد الحوار، ولا حقن الدماء، وباتت كل العائلات منكوبة في سوريا، وأصبح في كل عائلة شهيد أو معتقل أو مختف قسرًا.

وعن القطب الديمقراطي أو اتحاد الديمقراطيين السوريين، تبدو الصورة واضحة لدى اللبواني، لكنه يأسف لظن البعض أن هذا القطب هو جسد تمثيلي يريد أن يحجز موقعًا في السلطة التي تحكم سوريا في المرحلة الانتقالية، “بينما هو في الواقع محاولة لترحيل قوى المجتمع وشبابه الديمقراطي وبناء مؤسسة حزبية سياسية هدفها الدستور الذي يحمي الديمقراطية ويرعى قيامها”.

يضيف: “إنه مشروع بناء النظام الديمقراطي وليس هدفه الوصول إلى الحكم، وهو يضع نوعًا جديدًا من الاحزاب غير الايديولوجية”.

وثائق للنقاش

اعتبر اللبواني أن القطب ليس مؤسسة بمعنى الحزب التقليدي، بل جامعة للمجتمع المدني على برنامج واحد، “وهو بناء الدولة الديمقراطية المدنية التي تحفظ الحقوق، ومن ثم تعمل على صيانتها، ليكون هذا النظام الديمقراطي وسيلة لحل مشاكل المجتمع، ومكان تنافس الاحزاب وحل الخلافات والتناقضات بأسلوب حضاري”.

وقال اللبواني لـ”إيلاف”: “من الناحية التنظيمية، الذين سيشاركون في هذا اللقاء ليسوا ممن سيقودون العمل، فهذا اللقاء تشاوري من أجل إطلاق وثائق تطرح للنقاش، ليقوم كل من يقتنع بها بتشكيل مجموعات وفق النظام الداخلي، وليعقد مؤتمراته في مناطقه، ولينتخب مندوبيه إلى المؤتمر التأسيسي، لأن المؤتمر التأسيسي هو الجسد الرئيس”.

وشدد اللبواني على أن هذه المؤسسة مفتوحة لكل الشعب السوري، ولكل قواه المؤمنة بالديمقراطية، وهي لا تمانع ازدواجية الانتماء، بمعنى أن العضوية في القطب لا تشترط التخلي عن عضوية في جبهة معارضة أخرى، بشرط أن تكون ديمقراطية.

نتجاوز أمراضنا

ردًا على حملة الانتقادات التي يتعرض لها القطب، قال: “هناك حملة تشويش من أوساط المجلس الوطني ومن المكونات التي تعمل بعقلية الدكاكين، ويظن البعض أن هذا الجسد الديمقراطي منافسًا لهم ويلغيهم، بينما اكبر اساءة للثورة أن يتحول العمل الوطني إلى دكاكين، وأن تصبح الشخصنة والفردية هي المعيار”.

وأضاف: “لا مجال للفشل اليوم، ونحاول أن نتجاوز أمراضنا، وهذا جزء من الثورة على الذات”.

وحول نجاح هذا المشروع وأسبابه رأى اللبواني أن النجاح يعتمد على مدى القدرة في الانتقال إلى الداخل واستيعاب ناشطين جدد غير تقليديين من رحم الثورة، واعادة انتاج القيادات من القاعدة إلى القمة، ومن الداخل إلى الخارج وليس العكس.

وتمنى اللبواني من الشباب والمؤمنين بالديمقراطية من المهمشين أن يقفوا مع الديمقراطية كي لا تبقى المعارضة السورية معارضة المثقفين والنخب والطبقة المسيسة فقط، كسرًا لحاجز الاحتكار.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى