العراق اليوم

مراسل صقور الأبداع من العراق

هاجم رجل الدين السني البارز عبد الملك السعدي، اليوم السبت، الحكومة العراقية بسبب طريقة تعاملها مع المتظاهرين والاستمرار بمضايقتهم، وأكد أن “ثقته” برئيس الحكومة نوري المالكي أصبحت “معدومة”، وفيما رفض تخويله بـ”التفاوض” نيابة عن المتظاهرين، دعا المعتصمين إلى الالتزام بـ”السلمية والثبات والدفاع عن انفسهم”.

وقال عبد الملك السعدي في بيان تسلمت، (شبكة شكو ماكو)، نسخة منه، إن “المظاهرات قامتْ بدافع وطني شريف ولا تحمل طابعا سياسيا او طائفيا ولا تتلقى دعما خارجيا، والمتظاهرون يطالبون بحقوق العراقيين عامة”، مذكرا بالمبادئ التي دعا بها خلال خطابه في ساحة تظاهرات الانبار وهي “تأييد المتظاهرين في حقوقهم المشروعة من دون تراجع والدعوة إلى المحافظة على سلمية المظاهرات ونَبذِ كلِّ أشكالِ العنفِ وتركِ كل لفظٍ أو شِعارٍ قد تُفْهَمُ منه الطائفية واخيرها دَعَوتُ الحكومةَ العراقيةَ إلى سرعة الاستجابة لحقوق المتظاهرون وعدم التسويف في تنفيذها”.

وأضاف السعدي أن “المتظاهرين استجابوا لِما طلبتُهُ منهم في خطابي، فضربوا مثلا رائعا في سلمية المظاهرات، ورفعوا شعارَ التوحُّدِ والتآخي بين فئات العراقيين، وعدمِ التفريق بين قومية أودين أو مذهب، ولم يكن للمتظاهرين هدفٌ سوى تنفيذ حقوق جميع العراقيين التي طالبوا بها الحكومة العراقية.
وتابع السعدي أن “ثقتي كانت كبيرةً في الحكومة أن تنفذ تلك الحقوق، لكنَّ الآن تلاشتْ بخيبةِ أملٍ من خلال تعامل الحكومة مع المتظاهرين”، مشيرا إلى أن “الحكومة قد تعاملتْ تعاملا لا يليق بحق العراقيين الشرفاء، فواجَهَتْهُم بالتهديد والألفاظ النابية المُسيئة، وضايقتهم بأنواع المضايقات، ولم تكترث بحقوقهم، وسوَّفـَتْ وماطلتْ، ولم تنفذ شيئا يُذكرمن الحقوق ولم تُشعر العراقيين بأي احترامٍ أو تقدير لهم”.

واوضح السعدي أن “الحكومة صعَّدَتْ من مضايقاتها للمتظاهرين بالأفعال قبل الأقوال، فأحكمتْ بقوتها وجيشها الخِناق على المتظاهرين، ووجَّهتْ السلاح إليهم فأوقعت فيهم الشهداء والجرحى ومنعتْ وصول الطعام والماء إليهم”، مبينا ان “هذا جعل المتظاهرين يصعدون من سقف المطالب وبعض الشعارات، مما حملهم على إحراق المطالب، من دون أن يُسيؤوا إلى مؤسَّسات عامة”.

وأكد السعدي أن “المتظاهرين لم يعتدوا على قوة حكومية ولم يغتصبوا مالا عاما أو خاصا ولم يُريقوا دما ولم يُزهقوا روحا”، موضحا أن “مأجورين اندسوا في صفوفهم فأساؤوا إلى المظاهرات وأرادوا إخراجها عن سلميتها ليسهلوا للحكومة قمعها وإفشالها”.

واشار السعدي الى انه “لم يتراجع عن مواقفه، ولا يزال يتأمل خيرا في كل الأطراف العراقية، وتحاشيا لفتنة عمياء قد تَحلُّ بالعراق فتأكلُ اليابسَ والأخضر أضع أمام الشعب العراقي بكل طوائفه عدة مبادى منها دعوة المتاظهرين الى الصبر والثبات على الحقوق والمحافظة على سلمية المظاهرات، والتقيد بالألفاظ والشعارات التي توحِّد العراقيين ولا توحي بالطائفية ولاسيَّما في خُطب الجمعة، وإبعاد السياسيِّين عن منصة التظاهرات، وعدم الالتفات إلى التجاذبات السياسة بين السياسيِّين، الذين يهدفون إلى تحقيق مصالحهم من خلالكم”.

ولفت السعدي إلى أن تلك المبادئ تتضمن ضرورة “اتِّخاذ القرارات من داخل ساحات الاعتصام، ولا حاجة إلى تخويل طرف آخرَ للتفاوض نيابة عنهم فالمتظاهرون هم أصحابُ الشأن وهم القادرون على تحقيق أهدافهم، مضيفا انه “بإمكان المُتظاهرين تفويض لجنة يرتضونها تُفاوض عنهم تضم علماء دين من بينهم وشيوخ عشائر ورجال قانون من غير السياسيِّين من دون تفويض شخص واحد، ولا مانع لديَّ من التعاون مع هذه اللجنة”.

وجدد السعدي تأكيده على “تحريم سفكِ الدمِ العراقيِّ الذي يعد جريمة كبرى يرتكبها أعداء العراق الذين صنعهم المحتل، ودعمتهم بعضُ القوى الدولية والإقليمية، وعدم الإساءة إلى أيِّ عراقي مَدَنيا كان أو عسكريا”، مستدركا بالقول أن “من حق المتظاهرين الدفاع عن أنفسهم إذا شعروا بالخطر يداهمهم أو وُجِّهت النار إلى صدورهم، مع الحفاظ على ممتلكات العراق العامة والخاصة، وعدم السماح لمخرب ولا لِمُنْدَسٍ ولا لمُلثم ولا لمُثبطٍ أن يكون له مكان في ساحات الاعتصام”.

ودعا السعدي المتظاهرين الى “إدامة الصلاة الموحدة في الجمعة وعدم الانسحاب منها لأنَّ الأصل في مشروعيتها التوحُّد وعدم تعددها والإنصات إلى الخطيب وعدم التكبير أو الهتاف أثناء الخطبة فإن ذلك مفسدٌ لصحة الجمعة، فضلا عن التأكيد على وحدة العراق والتآخي بين العراقيين، ورفض الطائفية وأن الحقوق لجميع العراقيين”.

وخاطب الشيخ السعدي الحكومة العراقية قائلا “اتقوا الله في العراقيِّين ولا تزجوا بهم في مصالحكم الشخصية والسياسية وأوقفوا الإعدامات والاعتقالات والمداهمات والتعذيب في السجون والاغتصاب لانتزاع الاعترافات الكيدية القسرية، ولا تُنَمُّوا روح الطائفية في خطاباتكم واتركوا وصف العراقيين بألفاظ بذيئة واتهامات لا صحة لها وتجنبوا أساليب التهديد والترهيب، ولا تُفرِّقوا في تعاملكم بين العراقيين على أساس الدين أو المذهب أو القومية، وقدِّموا الخدمات للعراقيِّين الذين حُرِموا منها عقدا من الزمن بدلاً من هذا التنازع السياسي”.

وطالب السعدي الحكومة بـ”الاعتذار من عوائل الضحايا من الشهداء الذين سقطوا بنار الجيش في الفلوجة والحويجة والرمادي وغيرها على حدٍّ سواء، وتقديم الجُناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل وتعويض أهالي الضحايا بالتساوي من دون تمييز بعض الشهداء عن البعض من خلال الاهتمام والتعازي والدعاء والمُطالبة بقاتليهم مِمَّا يؤصِّل روح الطائفية في النفوس”، محذرا من “المساس بالمتظاهرين جميعا ماداموا مُطالبين بحقوق العراقيِّين دون تمييز أو تهميش”.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى